الاتحاد الدولي للصحفيين.. على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته في غزة

كاينابريس4 أكتوبر 2024
ليلة دامية بغزة.. 21 قتيلا في قصف إسرائيل منازل ومدرسة وخيمة نزوح

 كاينابريس – متابعات

أعرب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، أنطوني بيلانجي، في ذكرى مرور عام على اندلاع الحرب في غزة، في عمود نُشر في العديد من وسائل الإعلام الدولية، بما في ذلك صحيفة “لومانيتي” الفرنسية و”لو كورييه” السويسرية، عن استنكاره الشديد لتقاعس المجتمع الدولي وشلل الأمم المتحدة في التعامل مع الحرب.

منذ 7أكتوبر 2023، تشهد فلسطين وضعًا مأساويًا مستمرًا، حيث وثق الاتحاد الدولي للصحفيين – الذي يمثل أكثر من 600 ألف صحفي في 150 دولة – مقتل 138 صحفياً خلال العام 2023، منهم 127 صحفياً فلسطينياً، لبنان (5) وإسرائيل (4) وسوريا (1) وهي أكبر خسارة في تاريخ الصحافة.
وعلى سبيل المقارنة، فقد أدى النزاع بين أوكرانيا وروسيا إلى مقتل 18 صحفياً خلال 32 شهراً. وأظهرت تحقيقات الاتحاد الدولي للصحفيين بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن الجيش الإسرائيلي استهدف منذ أكتوبر 2023، بشكل متعمد العديد من الصحفيين، في انتهاك واضح للقانون الدولي.
ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين في هذا السياق إلى ضرورة احترام القوانين الدولية الإنسانية، ولكن دون جدوى.
وإن الحرب على غزة، التي امتدت إلى لبنان، هي نتيجة لسياسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتجاهل كل الاتفاقيات الدولية. ورغم حضوره في الأمم المتحدة متحدثًا عن مكافحة الإرهاب، فإن تقارير دولية متعددة – منذ الحروب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان – تؤكد أن الهجمات العشوائية ضد الإرهاب ليست فعّالة، بل تؤدي إلى تكريس التطرف وخلق أجيال مستاءة تتبنى الكراهية،

 لقد كثف الاتحاد الدولي منذ أكتوبر 2023، من نداءاته للأمم المتحدة من أجل وقف إطلاق النار، بهدف إجلاء المدنيين من قطاع غزة الذي تبلغ مساحته حوالي 365 كيلومتر مربع، أي ما يعادل تقريبا ثلث المساحة السطحية من باريس، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، فضلاً عن توفير حماية للصحفيين العاملين في الميدان لكن جميع هذه الجهود باءت بالفشل، رغم التحركات المتواصلة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش ،بل على العكس من ذلك، أمرت اسرائيل بمواصلة ضرباتها و عملياتها العسكرية بتمويل كبير من الولايات المتحدة الأمريكية (68%) وألمانيا (30%).

التجريد من الإنسانية:
هذا و دعا الاتحاد الدولي للصحفيين فيما يتعلق بالتغطية الإعلامية في أعقاب الهجوم المميت الذي نفذته حركة حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص، دعا إلى التحقق الدقيق من الحقائق، في ظل انتشار “الأخبار المزيفة “، مثل المزاعم حول “الأطفال مقطوعي الرؤوس” واشتدت النقاشات داخل غرف التحرير، بين متهم بمناصرة القضية الفلسطينية وآخرين متهمين بالانحياز لإسرائيل، مما أدى إلى فرض رقابة ذاتية على التغطية الإعلامية، وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم بشكل كامل في العديد من التقارير،  وأصبحت منصات التواصل الاجتماعي في غياب مصادر موثوقة من الخارج، هي الوسيلة الوحيدة للصحفيين في غزة لاطلاع العالم على معاناتهم اليومية، رغم المخاطر ونقص المعدات الأساسية.

وعلى الجانب الإسرائيلي، هناك توجه للإعلام لدعم العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين، حيث صرحت إحدى الصحفيات الإسرائيليات، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، بأنها تعمل على دعم القوات الإسرائيلية “التي تحمي البلاد من الإرهابيين الخسيسين ضد المذابح التي إرتكبوها”. رقابة ذاتية أم دعاية؟ ورغم الرقابة والضغوط، ولحسن الحظ لا يزال بعض الصحفيين يؤدون مهامهم بمهنية عالية، وينقلون الحقيقة من غزة، معتمدين على التحقق الدقيق من المصادر الرسمية للطرفين.

مراكز التضامن الإعلامي:
قام الاتحاد الدولي للصحفيين استجابة للأوضاع المأساوية في غزة، بالتعاون مع نقابة الصحفيين والفلسطينيين بجمع مئات الآلاف من اليورو لدعم الصحفيين الفلسطينيين، وتم افتتاح أول مركز تضامن للصحفيين في يوليو 2023، في جنوب قطاع غزة، وبالتحديد في خان يونس، ورغم محدودية عدد المراكز، إلا أنها تلعب دورًا أساسيًا في توفير الحماية والدعم للصحفيين العاملين في القطاع.
مع اقتراب الذكرى الأولى للهجوم، من الواضح أن الحرب على غزة قد تجاوزت قدرة الأمم المتحدة على التعامل معها، كما كانت الحرب العالمية الثانية بالنسبة لعصبة الأمم في عام 1946. و يقف مجلس الامن التابع الأمم المتحدة مشلولا وغير قادر على مواجهة حكومة نتنياهو التي تعمل دون خوف من المساءلة وتتمتع بالإفلات من العقاب، فعندما ينقشع غبار الحرب، سيُنظر إلى المجتمع الدولي – إذا بقيت هناك “مجتمعات دولية” بهذا الشكل المنقسم – على أنه أخفق في تحمل مسؤولياته ويجب أن يتخذ خطوات حاسمة الآن قبل أن يصبح الوضع أكثر تدهورًا وإذا قامت العدالة الدولية بواجبها، فلابد أن يُحاسب زعماء إسرائيل وحماس على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي مارسوها ولا يجب أن يُستثنى من المساءلة كل من تواطأ أو دعم هذه الجرائم.

وختم العمود بكلمة على لسان صحفي فلسطيني في غزة في سبتمبر الماضي،”باستثناء دعم أخواتنا وإخواننا في الاتحاد الدولي للصحفيين، لم نعد نتوقع أي شيء من أي جهة”، لقد فقدنا الكثير ولم يعد لدينا ما نخسره، حتى حياتنا. إذا كان هناك جحيم، فنحن نعيشه الآن. إنها مذبحة حقيقية، يصعب تصديقها”، 

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل