كاينابريس – متابعات
تحتفل المملكة المغربية يوم 6 نونبر من كل عام بذكرى المسيرة الخضراء، وهي محطة تاريخية هامة في مسيرة المغرب لاسترجاع أراضيه المستعمرة بطريقة سلمية ومن دون عنف. تعود أحداث هذه المسيرة إلى عام 1975، حين قرر الملك الراحل الحسن الثاني تعبئة الشعب المغربي واسترجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة التي كانت تحت السيطرة الإسبانية.
خلفية تاريخية
كانت الصحراء المغربية، خلال القرن العشرين، تحت الاستعمار الإسباني، وبرزت قضية استرجاعها كهدف وطني للمغرب. في سياق هذه القضية، رفعت المملكة دعوى أمام محكمة العدل الدولية، التي أقرت بوجود روابط تاريخية بين المغرب والصحراء المغربية، إلا أنها لم تحسم مسألة السيادة بشكل مباشر.
إعلان المسيرة
بعد قرار محكمة العدل الدولية، أعلن الملك الحسن الثاني في 6 نونبر 1975 عن تنظيم مسيرة سلمية لاسترجاع الصحراء. وقد دعا المغاربة للمشاركة في هذه المسيرة دون أسلحة، حاملين الأعلام المغربية ومصاحف القرآن الكريم، لتأكيد سلمية المسيرة وقوة إيمانهم بوحدة التراب المغربي.
استجاب أكثر من 350,000 مواطن ومواطنة لهذه الدعوة التاريخية، متوجهين نحو الأقاليم الصحراوية.
مسار المسيرة
انطلقت المسيرة الخضراء باتجاه الأقاليم الجنوبية للمملكة، وكانت رمزاً للوحدة والتضامن بين المغاربة من مختلف الفئات العمرية والمناطق. نجحت المسيرة في الضغط على السلطات الإسبانية، التي وافقت على بدء المفاوضات لإنهاء استعمارها للصحراء. وبفضل هذه المسيرة، تمكن المغرب من استرجاع جزء كبير من أراضيه الصحراوية عبر اتفاقية مدريد في نفس العام.
تعتبر المسيرة الخضراء نموذجًا ملهمًا في العالم حول كيفية تحقيق الأهداف الوطنية بطرق سلمية، حيث تمثل رمزاً للوحدة الوطنية والتمسك بالسيادة. ويحتفل المغاربة سنوياً بهذه الذكرى لإحياء روح التضامن والتلاحم الوطني.
وتمثل ذكرى المسيرة الخضراء حدثاً تاريخياً مهماً في ذاكرة الشعب المغربي، ومحطة تؤكد على أهمية الوحدة الوطنية والعمل الجماعي لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى.