تقرير: الاستيطان يبتلع الضفة الغربية منهيا “حل الدولتين”

كاينابريس2 يوليو 2024
إسرائيل تصدّق على أكبر مصادرة للأراضي الفلسطينية منذ 3 عقود

كاينابريس – وكالات

في وقت أعلنت فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، استكمال إجراءاتها لمصادرة 24 ألف دونم في منطقة الأغوار في الضفة الغربية المحتلة، وشرعنتها من خلال تصنيفها على أنها “أراضي دولة”، شن مستوطنون متطرفون، هجمات ممنهجة على تجمعات بدوية في مناطق مختلفة من الضفة، وقطعوا أشجار زيتون في قرى جنوبي نابلس شمال الضفة الغربية.

ويأتي بالتزامن مع ما كشفته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، من أن حكومة الاحتلال ستصادق غدًا وبعد غد على تخطيط وبناء نحو 6 آلاف وحدة استيطانية في مناطق استراتيجية بالضفة الغريبة، لمنع اتصال مناطق فلسطينية ببعضها البعض.

ويقول المختص بشؤون الاستيطان، عارف دراغمة لوكالة “قدس برس” إن كل تلك الإجراءات والاعتداءات “تأتي في إطار خطط إسرائيلية ممنهجة لتعزيز سيطرة المستوطنين على الضفة الغربية”. مشيرا إلى أن ذلك يتم “وسط انشغال العالم بمجازر الاحتلال في قطاع غزة.

ويتابع أن كل قطعة أرض تسيطر عليها سلطات الاحتلال تدعي أنها “أراض عامة ليست بملكية أحد، ثم يصبح بالإمكان إقامة مشاريع استيطانية فيها، وهذا لا يتم دفعة واحدة، بل على مراحل”.

واستُكملت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إجراءات لمصادرة 24 ألف دونم في منطقة الأغوار في الضفة الغربية المحتلة، وشرعنتها من خلال تصنيفها على أنها “أراضي دولة” لتدعي إثر ذلك أن هذه “أراض عامة ليست بملكية أحد”، ثم يصبح بالإمكان إقامة مشاريع استيطانية فيها.

وبحسب تقرير لموقع “واي نت” العبري، فقد نفذت إسرائيل الإعلان عن هذه الأراضي الفلسطينية بأنها “أراضي دولة” على ثلاث مراحل. وكانت المرحلة الأولى خلال ولاية الحكومة السابقة برئاسة نفتالي بنت، وتمت خلالها شرعنة 3 آلاف و500 دونم. وقبل أربعة أشهر جرت شرعنة 8 آلاف و500 دونم. واليوم، الثلاثاء، تم الإعلان عن شرعنة 12 ألف دونم أخرى. (الدونم يعادل ألف متر مربع).

ويشير دراغمة إلى أن هدف الاحتلال المعلن هو “منع تواصل جغرافي فلسطيني من جهة، وإنشاء تواصل استيطاني يهودي من الجهة الأخرى”.

وقال المشرف العام لمنظمة “البيدر للدفاع عن حقوق البدو” حسن مليحات، إن “مستوطنين من البؤر الاستيطانية المجاورة اقتحموا التجمع، وهم يركبون خيولهم، وهددوا المواطنين بضرورة الرحيل عن المنطقة تحت طائلة خسارة حياتهم… ما يؤشر إلى ازدياد إرهاب المستوطنين، والخشية من ارتكابهم جرائم تمس حياتهم”.

وتشهد التجمعات البدوية في الضفة الغربية، واحدة من أكبر عمليات التطهير العرقي والتهجير القسري، عبر تهديد البدو في حياتهم، “ما يدلل على تساوق حكومة الاحتلال مع مستوطنيها لترحيل التجمعات البدوية” وفق مليحات.

ووصف مليحات ما يجري الآن داخل الضفة الغربية بـ”عملية تطهير عرقي صامت”، وأضاف “إذا نظرنا إلى ما يجري على نحو شمولي، فإنّ الاحتلال الإسرائيلي ينفّذ برنامجاً كبيراً وخطيراً جداً من خلال عمليات الهدم والتجريف الواسعة في مخيمات الضفة، وهي عمليات تهجير من المخيمات إلى خارجها، إضافة إلى تسليح المستوطنين… كله يندرج ضمن عملية دفع الفلسطينيين باتجاه الخارج”.

وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (كابينت)، صادق مساء الخميس الماضي، على شرعنة خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية، والدفع بمخططات لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في أنحائها، وعقوبات أخرى على مسؤولين فلسطينيين، بحسب ما أعلن وزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش في بيان صدر عنه.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل