كاينابريس – وكالات
غادرت حاملة الطائرات الأمريكية “نيميتز” صباح اليوم الإثنين مياه بحر الصين الجنوبي متجهة غرباً نحو منطقة الشرق الأوسط.
ويأتي هذا التحرك في وقت تزداد فيه حدة المواجهة العسكرية بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وإيران، وسط ترقب دولي لتداعيات هذا التصعيد غير المسبوق٬ في خطوة تعكس تصاعد التوتر العسكري في الشرق الأوسط.
وبحسب بيانات نشرها موقع “مارين ترافيك”، المتخصص في تتبع حركة السفن، فإن حاملة الطائرات الأمريكية “نيميتز” تعبر حالياً ممر ملقة الواقع بين جزيرة سومطرة الإندونيسية وماليزيا، بعد أن غيرت مسارها المفترض الذي كان يتجه نحو ميناء دانانغ في وسط فيتنام.
وكان من المقرر أن ترسو “نيميتز” في الميناء الفيتنامي في 20 يونيو الجاري، ضمن زيارة دبلوماسية تستمر أربعة أيام، تتخللها مراسم استقبال على متن الحاملة.
غير أن مصادر دبلوماسية في فيتنام أفادت بأن وزارة الدفاع الأمريكية أبلغت الجانب الفيتنامي بإلغاء الزيارة بسبب “حاجة عملياتية طارئة”، دون تقديم تفاصيل إضافية.
ولم تصدر البحرية الأمريكية أو السفارة الأمريكية في هانوي أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن تغيير وجهة الحاملة أو أسباب إلغاء الزيارة.
وتزامن تحرك “نيميتز” مع تصعيد عسكري غير مسبوق بين دولة الاحتلال وإيران، إذ شنت تل أبيب حملة جوية مكثفة استهدفت مواقع إيرانية مختلفة، في حين ردّت طهران بإطلاق دفعات من الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة.
وتُعد هذه المواجهة العسكرية المباشرة الأولى بهذا الحجم بين الدولتين، بعد عقود من الصراع غير المباشر عبر الحروب بالوكالة والعمليات المحدودة.
ويرى مراقبون أن التوجه الأمريكي بإرسال “نيميتز” إلى الشرق الأوسط لا يعكس فقط دعمًا دبلوماسيًا للاحتلال الإسرائيلي، بل يُظهر أيضًا استعدادًا ميدانيًا للتدخل إذا ما انزلقت الأزمة نحو مواجهة إقليمية شاملة.
ويأتي هذا التحرك بالتوازي مع وجود حاملة الطائرات “كارل فينسن” في مياه المنطقة، ما يشير إلى نية أمريكية واضحة في تعزيز الردع البحري في وجه إيران.
وتضم “نيميتز”، وهي إحدى أضخم حاملات الطائرات في العالم، ما بين 70 إلى 90 طائرة مقاتلة، وترافقها مجموعة قتالية مؤلفة من نحو 15 قطعة بحرية تشمل مدمرات، وفرقاطات، وغواصات هجومية.
وبحسب تقديرات تحليلية، فإن الحاملة قد تحتاج ما بين 10 إلى 14 يوماً للوصول إلى بحر العرب، إلا أنها قادرة على الانخراط في العمليات القتالية فور اقترابها من مسرح العمليات.
وتحتفظ واشنطن بما لا يقل عن 63 قاعدة برية وجوية في المنطقة، إضافة إلى حضور بحري لافت في قاعدة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي، حيث تخزن قاذفات “بي-2” الشبحية القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات من طراز “جي بي يو-57″، المعروفة بـ”أم القنابل”.