سياسيون: موافقة المقاومة أربكت حسابات الاحتلال وضربته في مقتل

كاينابريس6 مايو 2024
أهل غزة بين الصمود والضعف البشري

كاينابريس – متابعات

أكد سياسيون فلسطينيون، الاثنين، أن موافقة فصائل المقاومة على اقتراح الوسطاء، يعد “استجابة لمصالح الشعب الفلسطيني وتعميقا لأزمات الاحتلال الإسرائيلي ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة”.

وفي وقت رحبوا فيه بموافقة حركة “حماس” والمقاومة الفلسطينية على اقتراح الوسطاء، أشاروا إلى أن “العالم اليوم مطالب بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف مجازره والالتزام بما تم التوافق عليه، وصولا لإنهاء العدوان”.

وقال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي في تصريح لوكالة قدس برس، إن “هذه الموافقة تلقى اجماعا وطنيا لأنها تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني في وقف العدوان الإسرائيلي الاجرامي والإبادة الجماعية  على قطاع غزة، وتساهم في تخفيف معاناته”.

وأكد البرغوثي، أن “جوهر اقتراح الوسطاء هو ما نص عليه بالعودة إلى الهدوء المستدام بما يحقق وقف اطلاق النار الدائم وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من قطاع غزة وإعادة الإعمار”.

وجدد البرغوثي القول إن “موقف المقاومة حشر  نتنياهو وحكومته المتطرفة في الزاوية وعمق أزمتها، وأن ردها السلبي على الموقف الفلسطيني سيجعلها في مواجهة مع العالم  بأسره وستضطر مهما ماطلت إلى الرضوخ ووقف عدوانها في نهاية المطاف”.

وأضاف أن “الجميع والعالم بأسره مدين لبطوله وصمود وبسالة أبناء وبنات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذين تحملوا آلاما وعذابات فوق طاقة البشر وأصروا على الصمود في وطنهم وأفشلوا مؤامرة التطهير العرقي والتهجير”.

وقدم الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق من جانبه تصوره لسيناريوهات الرد “الإسرائيلي” على موافقة “حماس” على المقترح المعدّل، وقال “قد يقول الاحتلال نعم، ولكن هناك بعض الملاحظات وبحاجة للنقاش سنردها للوسيط، وهذا لتفادي الانتظار الدولي العارم للموقف الإسرائيلي، مع بقاء الأوضاع الميدانية على ما هي عليه”.

وتابع “قد يقول إنهم موافقون، ولكن نحتاج تفسيرات من الوسيط، بالتزامن مع ذلك تصعيد ميداني كبير في رفح لإرضاء كل الأطراف الداخلية لديه؛ أهل الأسرى والمتطرفين والمعارضة، وبالتالي إبقاء المشهد القائم، وقد يكون الرد أننا ندرس المقترح وسنرد في الأيام القادمة بالتزامن مع تصعيد عسكري كبير في رفح وجغرافيا أخرى، وذلك في محاولة لتعزيز نتنياهو لنظريته القائلة إن الضغط العسكري يجبر حماس على التنازل؛ ليغطي على حنكتها في توقيت ردها وآلياته”.

وأشار إلى أن “الجنون الإسرائيلي منذ اليوم الأول يأخذهم إلى المربعات المجهولة، وهذا ما ستكون عليه سياستهم في الأيام القادمة نحو تصعيد وإن تغيرت جغرافيته، فالردع تائه والأمن ضائع والصورة فُضحت والرواية كذبت والخاسر سيصعد جنونه”.

واعتبر مدير مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي أحمد الطناني من جهته، أن “المقاومة نفذت مناوَرةً سياسيةً جريئةً ومفاجِئةً بالإعلان المباغِت عن الموافَقة على المقترَح المصري للتهدئة، دون توضيحات حول ما سبق وما أبدته كملاحظات على المقترَح، أو مصير التوضيحات التي طلبتها”.

وقال الطناني، إنه “بات واضحًا أن المقاومة قد قررت الاعتماد على التعهدات التي قدَّمها الوسطاء والولايات المتحدة بشأن التوضيحات التي طلبتها خاصةً كون هذا الاتفاق يمثِّل أرضيةً ثابتةً لوقفٍ شاملٍ لإطلاق النار وإنهاءٍ لحرب الإبادة بحق قطاع غزة”.

وتابع “وضعَت المقاومةُ حكومةَ الاحتلالِ، وبشكل خاص رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، في الزاوية عبر هذا الإعلان الذي تلا إعلان الاحتلال بدء عملية عسكرية في رفح والعمل على إخلاء شرقي المدينة من سكانها والنازحين فيها، وسط رفض دولي وتحذيرات متعددة من مغبة الإقدام على مثل هذه العملية، ورفض أمريكي لها بالصيغة الحالية”.

ولفت إلى أن “الخيارات كلها صعبة بالنسبة إلى نتنياهو، فقد سبق وأعطى موافَقةً على المبادَرة الجديدة ارتباطًا بتقديرات محسومة بأن المقاومة لن تقبلها، فيما يُشكِّل القبولُ بها الآن معضلة، فإما أن يَمضي في مسار التهدئة ويخاطر بانهيار ائتلافه الحكومي، وإما أن يرفُض المضيَّ فيه ويخاطر بأمور عدة”.

وأشار إلى أن “هذا التخبط قد يؤدي إلى وقوع صدام مع الولايات المتحدة التي تضغط بشدة من أجل الوصول إلى اتفاق وقد أشرَفَ رئيس المخابرات المركزية فيها على عملية الوصول إلى التوافقات الحالية”.

وأوضح أن “هذا الموقف الإسرائيلي يعد مادة للمزيد من التصعيد الشعبي المتضامِن مع الشعب الفلسطيني، خاصةً الحراك في الجامعات الأمريكية وارتداداته في الجامعات الغربية”.

وكانت حركة “حماس” قالت في وقت سابق من اليوم، إنها “أبلغت الوسطاء القطريين والمصريين موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة”.

وأضافت في بيان تداولته وكالات الأنباء، أن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، أجرى اتصالاً هاتفيا مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية عباس كامل، وأبلغهم موافقة الحركة على مقترحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 34 ألفا و735 شهيدا، وإصابة 78 ألفا و108 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل