الأولى بعد الإبادة.. صلاة جمعة وتشييع قياديين بحماس في غزة

كاينابريسمنذ 6 ساعات
الأولى بعد الإبادة.. صلاة جمعة وتشييع قياديين بحماس في غزة

كاينابريس – وكالات

على أنقاض المسجد العمري “الأثري” المدمر بمدينة غزة، تجمع مئات المصلين الفلسطينيين لإقامة صلاة الجمعة في مشهد ندر حدوثه على مدار الإبادة الجماعية التي بدأتها دولة الاحتلال منذ 7 أكتوبر  2023 واستمرت أكثر من 15 شهرا.

تجمع المصلون من مختلف مناطق مدينة غزة في مكان واحد يحفهم الشعور بالأمان النسبي بعدما توقفت آلة الحرب الإسرائيلية عن قتلهم مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح الأحد الماضي.

أعقب هذه الصلاة، مراسم تشييع جثماني عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” روحي مشتهى، ورئيس جهاز الأمن العام للحركة سامي عودة.

وتخلل التشييع ظهور عناصر من “كتائب القسام” الجناح المسلح للحركة، في مشهد تكرر حدوثه لعدة مرات منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، في خطوة يراها مراقبون أنها تأتي ضمن رسائل الحركة للاحتلال بأن “هذه صورة اليوم التالي لغزة والتي تظهر سيطرة حماس”.

وعلى مدار أشهر الإبادة، برزت في دولة الاحتلال أحاديث عن شكل إدارة القطاع في اليوم التالي للحرب، حيث طُرحت خلال لقاءات دولية، وفق وسائل إعلام غربية، خطط لإدارة دولية بمشاركة قوات عربية، وهذا ما أكدت حركة حماس وجهات فلسطينية رسمية على رفضه.

ومرارا أعلن مسؤولون إسرائيليون رفضهم لتولي السلطة الفلسطينية أو حركة “حماس” إدارة قطاع غزة.

أقام الفلسطينيون هذه المرة صلاة أول جمعة بعد توقف العدوان في أجواء من السكينة، وحلت أصوات الأدعية وتلاوة القرآن محل ضجيج الطائرات ودوي الانفجارات.

هذا المشهد تكرر في أنحاء مختلفة من قطاع غزة، حيث أدى الفلسطينيون صلاتهم على أنقاض المساجد والمنازل المدمرة.

وعلى مدار 15 شهرا، حرم الفلسطينيون من التجمع بأعداد كبيرة لأداء الصلوات ضمن الواقع الذي خلفته الإبادة آنذاك.

و شارك مئات الفلسطينيين في تشييع جثماني القياديين مشتهى وعودة، اللذان استشهدا في أشهر سابقة بينما أعلنت دولة الاحتلال عن ذلك في أكتوبر 2024.

وقال جيش الاحتلال في بيانه آنذاك، أنه تم اغتيال مشتهى وعودة وسامح السراج (مسؤول ملف الأمن لدى حماس) في غارة مشتركة قبل نحو 3 شهور، مدعيا أن الاغتيال تم أثناء “تواجدهم في مجمع تحت الأرض في شمال غزة”.

وأقام المشيعون بمشاركة العديد من عناصر “كتائب القسام” صلاة الجنازة على جثماني القياديين بعد صلاة الجمعة، ثم جابوا بجثمانيهما شوارع المدينة التي عمّها الدمار، قبل أن يواروهما الثرى في المقبرة بالمنطقة الشرقية من مدينة غزة.

وفي 19 يناير الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس والاحتلال، ويستمر في مرحلته الأولى لـ42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

وبدعم أمريكي، ارتكبت دولة الاحتلال بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل