كاينابريس – عالم الصحة
يعتقد الكثيرون أن العنف يقتصر على الإيذاء الجسدي مثل الضرب أو الاعتداء البدني، لكن الحقيقة أن التعنيف النفسي قد يكون أكثر خطورة وأشد تأثيرًا من العنف الجسدي. فبينما يترك العنف الجسدي كدمات وجروح تلتئم بمرور الوقت، فإن العنف النفسي يترك ندوبًا عميقة داخل النفس قد تستمر لسنوات، بل وقد تؤثر على الصحة العقلية والجسدية للفرد.
ما التعنيف النفسي؟
التعنيف النفسي هو أي سلوك يهدف إلى التقليل من قيمة الشخص، السيطرة عليه، أو تدمير ثقته بنفسه. يتخذ هذا العنف أشكالًا مختلفة مثل:
- الإهانة المستمرة والتحقير: جعل الشخص يشعر بعدم القيمة.
- التلاعب العاطفي: إشعاره بالذنب وتحميله مسؤولية كل شيء.
- العزل الاجتماعي: منعه من التواصل مع الآخرين، مما يزيد من إحساسه بالوحدة.
- التهديدات والإذلال: سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة.
كيف يؤثر التعنيف النفسي على الصحة؟
التأثيرات النفسية للعنف العاطفي قد تكون أكثر خطورة من آثار العنف الجسدي، وتشمل:
- اضطرابات نفسية مزمنة
- القلق المستمر والاكتئاب.
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- الشعور بالدونية وانعدام الثقة بالنفس.
- آثار جسدية غير مباشرة
- الصداع المزمن وآلام العضلات بسبب التوتر.
- ضعف جهاز المناعة وزيادة خطر الأمراض المزمنة.
- اضطرابات النوم وفقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام.
- تأثيرات على الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية
- صعوبة في تكوين علاقات صحية.
- فقدان الحافز للعمل أو الدراسة.
- العزلة والخوف من التعبير عن الرأي.
لماذا يعد التعنيف النفسي أشد من الجسدي؟
- غير مرئي: فلا يترك علامات جسدية واضحة، مما يجعله أصعب في الاكتشاف والمعالجة.
- أثره طويل الأمد: قد يستمر تأثيره النفسي لسنوات حتى بعد توقف العنف.
- يصعب إثباته: في حين يمكن توثيق العنف الجسدي بالصور والتقارير الطبية، فإن العنف النفسي لا يترك دليلًا ماديًا.
كيف يمكن التعامل مع التعنيف النفسي؟
- الاعتراف بالمشكلة: فهم أن ما يحدث ليس طبيعيًا وليس من الخطأ المطالبة بالاحترام.
- طلب الدعم: التحدث مع شخص موثوق أو متخصص نفسي.
- وضع الحدود: عدم السماح باستمرار الإيذاء، واتخاذ خطوات لحماية النفس.
- العلاج النفسي: في بعض الحالات، قد يكون اللجوء للعلاج السلوكي أو الجلسات النفسية ضروريًا للتعافي.
العنف النفسي جرح لا يُرى، لكنه يترك أثرًا لا يقل عن العنف الجسدي، وربما يكون أكثر ألمًا واستمرارية. إدراك مخاطره والتصدي له أمر ضروري للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية، سواء للفرد أو للمجتمع بأكمله. فكما نحارب العنف الجسدي، يجب أن يكون هناك وعي أكبر بمخاطر العنف النفسي وطرق التعامل معه لمنع انتشاره وضمان بيئة آمنة وصحية للجميع.