الحرب على غزة تضيع فرصة أداء الامتحانات على طلاب المدارس الثانوية

كاينابريس25 يونيو 2024
غزة.. 21 شهيدا في غارات متفرقة شنّها الاحتلال

كاينابريس – وكالات

يحلم مجد حمد (18 عاما) أن يصبح طبيبا ذات يوم، لكن الحرب على غزة طمرت كتبه المدرسية تحت الأنقاض وسط قصف الاحتلال المتواصل وأجبرته، مع آلاف الشباب الفلسطينيين الآخرين، على عدم أداء الامتحانات النهائية في المدرسة الثانوية.

وأصبح حمد وعائلته يعيشون الآن في غرفة دراسية في مدرسة خصصت كملجأ بعد أن أجبروا في وقت مبكر من الحرب على الفرار من منزلهم في بيت حانون في شمال قطاع غزة والانتقال إلى خان يونس في الجنوب.

وقال حمد: “والله الواحد زعلان أن السنة راحت ع الواحد. لأن الفصل اللي أنا قاعد فيه وعايش فيه حاليا كنت بأقدم للامتحانات فيه وأتمنى أني أجيب (أحصل على) معدل عالي وأتخرج في الفصل هذا وأصير طبيب، ليش (لماذا)؟ عشان أنفع فيه شعبي لأن المجتمع هذا بيحتاج دكاترة كتير عشان فيه شهداء ومشاهد من جرحى ومشاهد كتير كانت فيه، والسنة هذه كنت متوقع من أمتع السنين لي، ليش؟ لأن الصف كان 11 ولأن الشباب تبعنا كانوا متنافسين في التوجيهي، مين أعلى يجيب ومين يصير دكتور ومين أعلى من الثاني في المعدلات”.

وأضاف أن الحرب “دمرت أحلام كتير من الشباب اللي كانوا يطمحوا يجيبوا الأعلى وعلى حين الحرب ما خلت فينا حيل (قوة) ولا خلت فينا نفسية ولا خلت فينا نفس نقرأ في البلد اللي احنا فيها بسبب الحرب اللي صارت”.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن هذه هي المرة الأولى منذ عقود التي تجرى فيها امتحانات الثانوية العامة هذا الشهر دون مشاركة الطلاب في غزة.

ويؤدي عادة نحو 40 ألف طالب في المدارس الثانوية في غزة امتحاناتهم النهائية هذا الشهر. وهناك 10 آلاف آخرين يؤدون الامتحانات في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وفي الشتات، وعادة ما يؤدي جميعهم الامتحانات في نفس الوقت.

وبدلا من ذلك، أصبحت حياة حمد وعائلته، كما هو الحال بالنسبة لمعظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، صراعا يوميا من أجل البقاء وسط الهجوم العسكري للكيان، وانتشار الجوع ونقص المواد الأساسية. ويقضي حمد أيامه في جلب مياه الشرب وتنظيف الفصل الدراسي الذي أصبح الآن منزله.

وتحدث حمد عن صعوبات المعيشة بالإضافة إلى ضياع فرصة أداء الامتحانات قائلا “السنة الدراسية راحت علينا وصعبت علينا الأمور، لجأت أني أعمل بسطة (طاولة للبيع)، أني أساعد فيها أهلي والقوت اليومي اللي أصرف على أهلي في البيت، أني أعمل غدا ونعمل عليه فطور وغدا وعشا، وأشتري الأشياء اللي بدنا اياها ونحتاجها… لأنه مهما وقفت مسيرتي الدراسية فلازم نشتغل عشان القوت اليومي إلنا ونساعد فيه أهلنا”.

ومضى يقول “أنا نزحت من بيتي والكتب اللي كانت في البيت كانت كتار، يعني كان نفسي أجيب معدل عالي فالبيت انهد والكتب ضلت (ظلت) تحت الركام الآن، الحين بدي أرجع قرايتي بدي أنا أحاول في المدرسة، بقيت بدي أرجع علمي القديم اللي كنت أقرأه، مفيش (لا يوجد) لا نفسية ولا كهربا ولا انترنت حتى أدرس وأقرأ أونلاين ما ظبط معي، وضاع العام الدراسي لإلينا رغم أن ذلك زاد علينا المتاعب اللي نشتغلها في البيت إن إحنا صرنا نعبي ميه حلوة ومية مالحة وأساعد أهلي في تنضيف البيت وأساعد أمي في الطبخ وأساعد إخوتي في أشياء كثيرة”.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل