كاينابريس – عالم الصحة
يعد الحمل خارج الرحم، أو ما يسمى الحمل المنتبذ أو الحمل الهاجر، إحدى الحالات التي تلتصق فيها البويضة المخصبة في مكان ما خارج جوف الرحم، وتبلغ نسبة انتشار الحمل المنتبذ نحو 2% من مجموع حالات الحمل.
ما الفرق بين الحمل الطبيعي والحمل الهاجر؟
في الحمل الطبيعي تحدث الإباضة عندما يطلق المبيض البويضة إلى قناة فالوب، وعندما تلتقي البويضة بحيوان منوي تتحرك البويضة المخصبة إلى داخل الرحم وتستمر بالنمو على مدى الأشهر التسعة المقبلة.
في حالة واحدة من بين 50 حالة حمل تبقى البويضة المخصبة في البوق، وتسمى هذه الحالة الحمل خارج الرحم، وفي حالات نادرة تلتصق البويضة المخصبة بأحد المبيضين أو بأعضاء أخرى داخل البطن؛ لذلك فإن الحمل الهاجر يعد من الحالات الطبية الطارئة التي تتطلب علاج فوري.
أعراض الحمل خارج الرحم
تشمل أعراض الحمل خارج الرحم الأكثر شيوعًا ما يأتي:
– تأخر الحيض.
– نزيف شديد في المهبل.
– ألم في الأجزاء السفلية من البطن.
– الضعف أو الإغماء نتيجة لفقدان الدم.
قد تثير هذه الأعراض لدى المرأة في سن الخصوبة الشك بوجود حمل خارج الرحم، حيث يجب التحقق من سبب ظهور الأعراض.
في العديد من الأحيان لا تكون أعراض الحمل خارج الرحم واضحة وقاطعة، إذ يظهر جزء منها فقط وبدرجات ألم منخفضة، ما يجعل عملية التشخيص من الأمور الصعبة.
أسباب وعوامل خطر الحمل خارج الرحم
يعود سبب تطور الحمل خارج الرحم إلى ضرر في قمع قناة فالوب ناجم عن التهابات ما، خصوصًا تلك المنقولة بالعلاقات الجنسية، أو عن عمليات جراحية سابقة.
مضاعفات الحمل خارج الرحم
لا يمكن توقع مصير الحمل خارج الرحم، ويجب أخذ العديد من الأمور بعين الاعتبار كما يأتي:
قد ينمو الجنين حتى لا يعود البوق قادرا على احتوائه ويحدث تمزق في جدار البوق عندما يخرج إلى جوف الصفاق (Peritoneum)، ما يسبب حدوث النزيف داخل جوف الصفاق إضافة إلى آلام في البطن، وقد يتوقف الحمل عن التطور ويقوم الجسم بامتصاصه ليختفي تمامًا.
عندما يتم تأكيد التشخيص بوجود الحمل المنتبذ يجب الاستعداد لمراقبة شديدة لتجنب تفاقم الحالة، وقد يستدعي الأمر تدخلًا جراحيًا، أما في الحالات السهلة فيمكن الاكتفاء بالمراقبة وحدها.
بعد الحمل المنتبذ يصل احتمال حدوث حمل جديد في الرحم بنسبة 80 – 88%، بينما يكون احتمال حدوث حمل منتبذ آخر 4.2 – 5%.
تشخيص الحمل خارج الرحم
يتم تشخيص الحمل خارج الرحم بعدة طرق كما يأتي:
– فحص التصوير بالأشعة فوق الصوتية
يتم التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) على أساس بعض القياسات المتكررة لمستوى هرمون الحمل (Human Chorionic Gonadotrophin – hCG) في الدم.
– يتم تشخيص الحمل في الرحم عندما تزداد مستويات هرمون الحمل عن 1.500 ملليلمتر/ ملليلتر، وفي حال نفي ذلك يكون هناك شكوك بوجود حمل منتبذ في البوق.
– فحص الهرمونات: يمكن تشخيص الحمل خارج الرحم من خلال هذا الفحص، حيث تكون مستويات هرمون البروجسترون (Progesterone) أكثر انخفاضًا في الحمل خارج الرحم، ما يشكل مؤشرًا إضافيًا بوجود الحمل المنتبذ.
علاج الحمل خارج الرحم
يتم اختيار علاج الحمل خارج الرحم وفقًا لخطورة الحالة، كما في بعض الحالات الآتية:
– يكون هناك حاجة إلى إجراء جراحيّ بواسطة تنظير البطن (Laparoscopy)؛ لإخراج الحمل من البوق أو استئصاله، وذلك في حال كان الحمل مصحوبًا بنزف في جوف الصفاق، أو إذا مستوى هرمون الحمل أكثر من 3.500 ملليمتر/ ملليلتر.
– يكون هناك حاجة إلى حقن علاج ميثوتريكسات (Methotrexate) للنساء اللواتي يكون الحمل في البوق لديهن صغير، أو يكون مستوى هرمون الحمل لديهن منخفض مع عدم وجود نزف في البطن.
الوقاية من الحمل خارج الرحم
في الواقع لا توجد طرق واضحة للوقاية من الإصابة بالحمل الهاجر، ولكن يمكن اتباع ما يأتي:
– تلقي العلاج المناسب في حال وجود أي التهابات في الجهاز التناسلي، مثل السيلان والمتدثرة، إذ يحسن العلاج من فرص الحصول على حمل ناجح في المستقبل.
– استشارة الطبيب المعالج حول مدة الانتظار الموصى بها قبل القيام بمحاولة الحمل مرة أخرى في حال التعرض لتجربة حمل خارج الرحم سابقًا، إذ يوصي بعض الأطباء بالانتظار لمدة من 3 إلى 6 أشهر.
(ويب طب)