كاينابريس – وكالات
أعربت عدة دول أوروبية، اليوم الأربعاء، عن رفضها القاطع لمخططات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى الاستيلاء على قطاع غزة بعد تهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى، محذرة من أن ذلك يشكل “انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي” وقد يؤجج الكراهية والاضطرابات بالشرق الأوسط.
وأكدت هذه الدول على ضرورة الدفع نحو تنفيذ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) كسبيل وحيد لإنهاء الصراع وتحقيق السلام بالمنطقة.
جاءت هذه المواقف في بيانات وتصريحات رسمية صادرة عن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وبولندا وسلوفينيا وإسكتلندا وبلجيكا وسويسرا.
ومساء الثلاثاء، كشف ترامب بمؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير كامل سكانه من الفلسطينيين إلى دول أخرى.
ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة “ملكية طويلة الأمد” في القطاع الفلسطيني.
ألمانيا
ورفضا لمخطط ترامب، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن السلام بالشرق الأوسط يتطلب حلا تفاوضيا قائما على مبدأ الدولتين.
وقالت: “غزة، كما هو الحال مع الضفة الغربية والقدس الشرقية، أراض فلسطينية”، محذرة من أن طرد المدنيين بالقوة يعد “انتهاكا للقانون الإنساني الدولي”، ويؤدي إلى “إذكاء المزيد من الكراهية”.
وأشارت إلى أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع تعارض باستمرار المستوطنات الإسرائيلية.
فرنسا
في باريس، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، أن التهجير القسري للفلسطينيين من غزة يشكل “انتهاكا للقانون الدولي الإنساني”، و”يمثل عائقا أمام تحقيق حل الدولتين”.
وأضافت أن مستقبل غزة “يجب أن يكون جزءً من الدولة الفلسطينية المستقبلية تحت رعاية السلطة الفلسطينية”، محذرة من زعزعة استقرار المنطقة إذا تم تنفيذ مخططات ترامب.
بريطانيا
في لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن الفلسطينيين بغزة “يجب أن يُسمح لهم بالعودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم”.
وشدد في تصريحاته أمام مجلس العموم البريطاني على ضرورة دعم المجتمع الدولي للفلسطينيين في هذه الجهود ضمن إطار حل الدولتين.
إسبانيا
وفي مدريد، رفض وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بشدة فكرة السيطرة الأمريكية على غزة، وقال: “غزة هي أرض الفلسطينيين، ويجب أن يبقوا فيها”.
وأكد على التزام إسبانيا بدعم إقامة دولة فلسطينية مستقبلية تشمل غزة كجزء من أراضيها.
بولندا
من جهته، شدد نائب وزير الخارجية البولندي أندريه شاينا على أهمية مشاركة الفلسطينيين في عملية السلام ودعمه لحل الدولتين.
وقال: “كما في حالة أوكرانيا، حيث نقول إنه لا يمكن اتخاذ قرارات بشأنها دون الأوكرانيين، فإن الأمر نفسه ينطبق على فلسطين. لا يمكن اتخاذ قرارات بشأن فلسطين دون الفلسطينيين”.
سلوفينيا
وفي ليوبليانا، انتقدت وزيرة الخارجية السلوفينية تانيا فايون مخططات ترامب لغزة، ووصفتها بأنها تعكس “جهلا عميقا بتاريخ الشعب الفلسطيني”.
وأكدت في تصريحات صحفية خلال زيارة للبنان، أن هذه المقترحات قد تزيد من الاضطرابات والعنف، مشيرة إلى رفض الفلسطينيين التام لفكرة التهجير القسري من وطنهم.
إسكتلندا
في إدنبرة، وصف رئيس وزراء اسكتلندا جون سويني أي حديث عن تهجير الفلسطينيين بأنه “غير مقبول وخطير”.
وشدد على أن معاناة الفلسطينيين بغزة لا يجب أن تتفاقم من خلال خطط التهجير، خاصة بعد الأشهر العصيبة التي شهدت تصاعد العنف وخسائر كبيرة في الأرواح.
بلجيكا
في بروكسل، أكدت وزارة الخارجية البلجيكية عبر منصة “إكس”، أن التهجير القسري للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية يشكل “انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي”.
وأوضحت أن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط يتطلب الالتزام الكامل بالقانون الدولي وتنفيذ حل الدولتين.
كما أعربت بلجيكا عن دعمها لجهود الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
سويسرا
صرّحت وزارة الخارجية السويسرية بأنها تتابع عن كثب تصريحات الحكومات الأجنبية، خصوصًا الإدارة الأمريكية الجديدة، فيما يخص القضايا الدولية.
وقالت الوزارة: “موقف سويسرا من حل الدولتين معروف وتم التعبير عنه مرارًا وتكرارا”.