كاينابريس – متابعات
قال سكان ومسعفون إن الطائرات الإسرائيلية كثفت هجماتها على وسط قطاع غزة يوم الأحد في وقت تحتدم فيه المعارك الدائرة حول أنقاض بلدات ومخيمات لاجئين في الحرب التي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنها ستستغرق “عدة شهور أخرى” قبل أن تنتهي.
ولا تشير تصريحات نتنياهو إلى أي هدوء محتمل في الحملة العسكرية التي قتلت الآلاف وسوت أغلب القطاع بالأرض بينما أثار تعهده بإعادة سيطرة إسرائيل على حدود القطاع مع مصر أسئلة جديدة تتعلق بحل الدولتين.
واستهدفت ضربات جوية منطقتي المغازي والبريج في وسط القطاع مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص في منزل واحد ودفع المزيد من السكان للفرار إلى رفح على الحدود مع مصر بعيدا عن خطوط جبهة تشتبك فيها دبابات إسرائيلية مع مقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأظهر تسجيل فيديو نشره الهلال الأحمر يوم الأحد الفوضى التي عمت بعد الضربات الجوية في وسط القطاع كما أظهر مسعفين يعملون في الظلام ويحملون طفلا مصابا من بين حطام يتصاعد منه الدخان.
وفي آخر أيام 2023، يدعو الفلسطينيون في غزة ربهم من أجل وقف إطلاق النار، لكن ليس لديهم ما يكفي من التفاؤل بأن 2024 سيكون أفضل.
وقالت سوزان خضر في رفح “لقد دمرت غزة وليس لدينا مكان نعيش فيه. ولكننا نريد فقط أن نتوقف عن سماع أصوات الطائرات والطائرات المسيرة، وأن يتوقف الأطفال عن الخوف، وأن نلتقي نحن وأحبائنا الذين بقوا على قيد الحياة مرة أخرى”.
وهدف إسرائيل المعلن هو القضاء على حماس بعد أن شنت هجوما مباغتا على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول، والذي تقول إسرائيل إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص أغلبهم من المدنيين واحتجاز 240.
قالت وزارة الصحة في غزة يوم الأحد إن 21822 فلسطينيا قتلوا وأصيب 56451 آخرون في الغارات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول. وأضافت أن 150 فلسطينيا قتلوا وأصيب 286 آخرون في غارات إسرائيلية في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.
وأدت الحرب إلى نزوح كل سكان القطاع تقريبا وعددهم 2.3 مليون نسمة.
ولا تفصل بيانات وزارة الصحة الفلسطينية عدد القتلى المدنيين والمقاتلين لكنها تقول إن 70 بالمئة من القتلى في القطاع من النساء وممن هم دون الثامنة عشرة من العمر. وتعترض إسرائيل على تلك الأرقام وتقول إنها قتلت ثمانية آلاف مسلح.
وقال مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) على وسائل للتواصل الاجتماعي يوم السبت إن الحرب ونقص الإمدادات دفعا 40 بالمئة من سكان القطاع لخطر المجاعة.
وتمنع إسرائيل دخول أغلب إمدادات الغذاء والوقود والدواء منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقالت إسرائيل يوم الأحد إنها مستعدة للسماح بإيصال سفن من بعض الدول الغربية للمساعدات بشكل مباشر لسواحل قطاع غزة بعد عمليات تفتيش أمنية في قبرص.
وقالت جيما كونيل، المسؤولة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والتي تعمل على الأرض في غزة، إن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا إلى رفح تعرضوا لهجمات وقصف وكانوا يصلون في كثير من الأحيان بلا ممتلكات أو مكان للنوم فيه.
وأضافت “أنا خائفة جدا من أن عدد الوفيات الذي نشهده سيزداد بشكل كبير بسبب هذا الهجوم المتواصل وأيضا بسبب هذه الظروف التي لا تصدق حرفيا”.
من جانبها، حثت الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل الأساسية، على تخفيف حدة الحرب وعبرت دول أوروبية عن القلق بشأن نطاق معاناة المدنيين الفلسطينيين.
لكن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو يوم السبت، وقال فيها إنه لن يستقيل رغم إظهار استطلاعات للرأي تراجع التأييد لحكومته ودفاعه عن سجله الأمني رغم هجوم حماس، أشارت إلى أن الحرب لن تشهد أي تخفيف في أي وقت قريب.
وقال “الحرب في أوجها” وإن إسرائيل سيتعين عليها السيطرة بشكل كامل على حدود قطاع غزة مع مصر، وهي منطقة مكتظة الآن بالمدنيين الفارين من القصف العنيف والحرب في أنحاء القطاع مما دفع وكالات إغاثة لإقامة “مدن خيام” للأسر النازحة التي تبيت في العراء.
ومثل هذه الخطوة ستمثل بحكم الأمر الواقع تراجعا عن انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، مما يضع الجيب تحت السيطرة الإسرائيلية الحصرية وبما يثير تساؤلات جديدة بشأن مستقبل القطاع وآفاق إعلان دولة فلسطينية.
وفي آخر تصريحاته قبل أن يترك منصب وزير الخارجية ويتولى منصب وزير الطاقة يوم الأحد، قال إيلي كوهين إن الحدود هي المصدر المرجح للتسليح الذي حصلت عليه حماس عبر السنوات الماضية.
وقال حسين الشيخ المسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة على موقع للتواصل الاجتماعي إن سيطرة إسرائيل على الحدود دليل على قرار “لإعادة الاحتلال بالكامل”.
(المصدر: رويترز)