علماء مغاربة حرموا الاختلاط

د. قاسم اكحيلاتمنذ 5 ساعات
د. قاسم اكحيلات

كلما كتبنا عن موضوع الاختلاط حاول بعضهم الرد ولو بما لا يصلح ردا، ومن هذه الردود أن الحكم خاص بالمشارقة! وأن المغرب له خصوصيته، وأن من ينكر الاختلاط في المشرق له أصل يريد الحفاظ عليه!! مع أن واقعنا أيضا يحتاج إلى تغيير لا إلى تثبيط.

وسنذكر لك بعض أسماء علماء ودعاة مغاربة حرموا الاختلاط، وسنكتفي ببعضهم مع تخصيص من عاش بعد الاستعمار إلى يومنا حتى لا يقال أن الواقع تغير، فمنهم:

– العلامة محمد بن الحسن الحجوي الفاسي، هذا العالِم دافع عن تعليم المرأة في وقته، ومع ذلك اشترط وحرص على عدم الاختلاط، قال رحمه الله: “ويكون تعليمهن على يد نسوة معلمات فاضلات ماهرات في التعليم حسنة السلوك مؤتمنات وفي محلات مخصوصة بالبنات لا مختلطات بالأولاد”. (تعليم الفتيات لا سفور المرأة، ص: 124).

– تقي الدين الهلالي (توفي 1407هـ/ 1987م)، قال رحمه الله: “يجب أن تكون مدارس الإناث مفصولة عن مدارس الذكور من روضة الأطفال إلى شهادة الدكتوراه”. (حكم الإسلام في الإختلاط، جمعية الإصلاح، ص: 65).

– الفقيه المغربي محمد التاويل (توفي 1436هـ/ 2015م)، فقيه المالكية وصاحب النوازل في وقته إلى يومنا، قال رحمه الله: “إن المرأة في الإسلام ممنوعة من مخالطة الرجال والاختلاط بهم ومعاشرتهم”. (لا ذكورية في الفقه، ص: 61).

– عبد الله التليدي (توفي قبل سبع سنوات)، وهو من أشهر من حارب الاختلاط، قال رحمه الله: “يتعين على أولئك الطفيليين على موائد العلم والزاعمين الالتزام أن يدرسوا أمثال هذا الحديث مما يأتي حتى يتأدبوا بآداب الإسلام، فيكفوا عما هم عليه من اختلاط باسم الإسلام في كل مناسبة حتى في قاعات المحاضرات والحفلات والمسرحيات”. (بداية الوصول 570/6- 571).

وقد تتبعت كلامه حول الاختلاط في كل كتبه التي وقفت عليها:

http://bit.ly/2XwM5Vl

– وكذا عند الغماريين، قال التليدي يحكي عنهم: “وهذا الرأي السديد لم يوافقه فيه أحد إلا الأشقاء الأربعة: السيد أحمد والسيد الزمزمي، والسيد عبد الحي، والسيد عبد العزيز، إلا أن الأخيرين كانا يمنعان تعليم البنات فقط رحمهم الله تعالى رحمة واسعة. أما غير هؤلاء فقد أخذهم السيل، وانساقوا مع الواقع القذر”. (ذكريات من حياتي 112-113).

– الدكتور عبد المجيد بنمسعود، وهو ممن أنكر الاختلاط، قال رحمه الله: “كأن الحديث عن الاختلاط في المدرسة المغربية على وجه الاستنكار، أصبح في حكم الطابوهات التي ينظر إلى من سولت له نفسه الاقتراب من حماها.. لا بد أن أرفع عقيرتي صارخا أشد ما يكون الصراخ، ضدا على المعزوفة الشائهة، وعلى السرب التائه الذي لا يصدر عنه إلا ما يشبه النعيق… إن من خصائص أمة الإسلام أنها لا تجتمع على ضلال، كما جاء في حديث لرسول الله، ومن خصائصها أنها قائمة على النصيحة، آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر..”. (مجلة المحجة البيضاء، عدد: 345، سنة 2010).

– الشيخ المغراوي (حي يرزق)، قال: “بالنسبة لتعلم المرأة من الرجال أي علم من العلوم الشرعية، لا بد من وضع وقايات وموانع تمنع الرجل من الاتصال بالمرأة اتصالا مباشرا يسهل عليه مباشرتها والطمع فيها..  والإسلام جاء بسد كل ذريعة توقع الإنسان في حمأة الزنا والفاحشة فالنظر والرؤية والاختلاط”، وقد منع من تدريس البنات في المدارس المخلتطة في فتوى أخرى له.

وهناك غيرهم، تحاشينا ذكرهم، لما هم فيه من تذبذب {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء}، يحاولون دوما أن يقفوا في المنتصف عبر آليتهم المفضلة وهي الكلام العائم والألفاظ الفضفاضة التي تقول كل شيء ولا تقول شيئا (هذا تعبير إبراهيم السكران، أقيسة الاختلاطيين، ص: 36).

فكما ترى لسنا بدعا من دعاة إنكار الاختلاط، والحكم ليس خاصا بما سماه بعضهم (طلبة متسرعون)، أو بآخر ناعتا (أدعياء السلف)، والثالث (الوهابية).

فمن هؤلاء الآن؟


د. قاسم اكحيلات | ‏أستاذ علوم الحديث‏ لدى ‏الجامعة الإسلامية بمينيسوتا، فرع المغرب.
اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل