كاينابريس – وكالات
استنكرت فصائل فلسطينية المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، ضد نازحين بمنطقة المواصي المصنفة “آمنة” بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، والتي حولت خيامهم إلى “أفران لمحرقة نازية جديدة”.
أفاد بذلك بيان لـ”لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية”، التي تضم معظم الفصائل الفلسطينية، اعتبرت خلاله أن الادعاءات التي قدمتها إسرائيل لتبرير لهذه المجزرة “لا تنطلي إلا على شركائها في الجريمة”.
وقالت اللجنة إنها “تستنكر المجزرة البشعة التي قامت بها قوات العدو الصهيونازي بحق الأبرياء العزل من أبناء شعبنا في مواصي خان يونس بالقنابل الأمريكية الثقيلة، والتي حولت خيام النازحين إلى أفران لمحرقة نازية جديدة بحق الأطفال والنساء والشيوخ الآمنين العُزل”.
وأضافت مستنكرة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي “ارتكب هذه المجزرة تحت مرأى ومسمع العالم ودوله الديمقراطية ومنظماته الإنسانية، في حرب إبادة جماعية هي الأبشع بحق الإنسانية في التاريخ المعاصر، والتي فاقت في فظاعتها فعل النازيين أنفسهم”.
وتابعت: “كما تجري الإبادة (بغزة) في ظل صمت وسكون من الدول العربية والإسلامية التي لم يحرك فيها مشهد قتل وأشلاء الأطفال والنساء والشيوخ الممزقة والمقدسات المدنسة ذرة نخوة أو كرامة، ما جرّأ العدو الصهيونازي على الاستمرار في المزيد والمزيد من الجرائم والمجازر دونما اعتبار لأي قيمة أو حساب لأحد”.
وشددت على أن “ادعاءات العدو وتبريراته الواهية لارتكابه هذه المجزرة في مواصي خان يونس وغيرها من المجازر الوحشية بوجود مقاومين أو غير ذلك أضحت لا تنطلي على أحد، إلا على شركائه في الجريمة والعدوان”.
ودعت لجنة المتابعة “المجتمع الدولي والأحرار في العالم إلى الوقوف أمام مسؤولياتهم الإنسانية بوقف العدوان والإبادة الجماعية، ومحاسبة مجرمي الحرب النازيين الجدد على الفظاعات والجرائم التي ارتكبوها بحق شعبنا”.
كما دعت أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان إلى “الاستمرار في المقاومة وتصعيد مواجهة العدو الصهيونازي أينما وجد”.
وتسبب قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، لخيام نازحين بمنطقة المواصي المصنفة “آمنة” في محافظة خان يونس باستشهاد 40 فلسطينيا وإصابة 60 آخرين، إضافة إلى عشرات المفقودين الذين ما زالوا تحت الرمال، وفق حصيلة أولية أفاد بها المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، في تصريح لمراسل وكالة الأناضول.
يأتي ذلك بينما زعم جيش الاحتلال، في بيان، أن “طائرات سلاح الجو هاجمت عناصر تابعين لحركة حماس كانوا يعملون في مجمع قيادة وسيطرة متنكر في المنطقة الإنسانية في خان يونس”.
ورغم العدد الكبير للضحايا، زعم الاحتلال “اتخاذ العديد من الخطوات لتقليل احتمالية إلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك استخدام الأسلحة الدقيقة والمراقبة الجوية والمعلومات الاستخبارية الإضافية”.
وقصف الجيش الإسرائيلي منطقة المواصي ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن شن هجمات على هذه المنطقة التي تمتد على طول الشريط الساحلي للبحر المتوسط على مسافة 12 كلم من مدينة دير البلح شمالا وحتى مدينة رفح جنوبا، ما تسبب في مجازر مروعة سقط فيها مئات الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء، رغم تصنيفه لها “منطقة أمنة” ودفعه سكان غزة للهجرة إليها قسرا.
وأدى قصف جوي استهدف خيام نازحين في مواصي خان يونس، في 13 يوليوز الماضي، إلى استشهاد 90 فلسطينيا وإصابة 300 آخرين، بينهم عشرات الأطفال والنساء، وفق وزارة الصحة في غزة.
وبدعم أمريكي، تشن دولة الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت نحو 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.