فلسطينيو غزة: وقف تمويل الأونروا “حكم بالإعدام”

كاينابريس29 يناير 2024
فلسطينيو غزة: وقف تمويل الأونروا حكم بالإعدام

كاينابريس – متابعات

وقفت الأم الفلسطينية معزوزة حسن في حالة من الذعر بسبب احتمال توقف المساعدات الموجهة إلى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد أن أوقفت بعض الدول الغربية تمويلها في أعقاب ما أثير عن ضلوع موظفين تابعين لها في الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل.

وقالت معزوزة، وهي واحدة من 85 بالمئة من سكان غزة الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة، “مرميين في الخيام وأولادنا بدون تطعيم و(النساء) الحبلى… وين يروحوا هادول (هؤلاء)؟”.

وتسببت الحملة الإسرائيلية في كارثة إنسانية بغزة، وتركت سكان القطاع الذين يئنون تحت القصف معرضين لخطر المجاعة وانتشار الأمراض مع انهيار النظام الطبي. وتحولت المدارس إلى ملاجئ ويعيش معظم السكان في خيام.

وبالنسبة لقطاع كبير من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، تؤدي الأونروا دورا مهما للغاية حتى قبل بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وتدير الأونروا مدارس وعيادات للرعاية الصحية الأولية في غزة وتقدم خدمات اجتماعية أخرى أيضا. وباعتبارها القناة الرئيسية لتقديم المساعدات في القطاع الصغير المزدحم، فإنها تمثل الآن لعدد كبير من الفلسطينيين الأمل الأخير الذي يحول دون وقوع كارثة مأساوية لهم.

وقال متحدث باسم الأونروا إن الوكالة لن تتمكن من مواصلة تقديم مثل هذه الخدمات بعد فبراير شباط في حالة عدم استئناف التمويل. وأوقفت أكثر من عشر دول، منها الولايات المتحدة، التمويل المخصص للأونروا.

وقالت معزوزة وهي تقف بالقرب من أطفالها في رفح جنوب قطاع غزة “الأونروا هي مستقبلنا وحياتنا، يعني من أول البداية لليوم، مين اللي هيدعمها علشان تدعمنا؟”.

ولدى الوكالة نحو 13 ألف موظف في غزة، وهم جزء من إجمالي قوة عاملة قوامها نحو 30 ألفا يقدمون خدمات للاجئين الفلسطينيين في أنحاء الشرق الأوسط.

وتزعم إسرائيل أن 13 من موظفي الأونروا في غزة شاركوا في الهجوم المباغت لحماس على بلدات إسرائيلية والذي يقول مسؤولون إسرائيليون إنه أدى إلى مقتل أكثر من 1200 شخص وتسبب في اندلاع الصراع.

ويقول تقرير إسرائيلي إن 190 من موظفي الأونروا في المجمل يقاتلون في صفوف حركة حماس أو حركة الجهاد الإسلامي.

وذكرت الوكالة أنها فصلت بعض موظفيها وإنها تحقق في المزاعم الإسرائيلية.

وتقول السلطات الصحية في القطاع الذي تديره حماس إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 26600 شخص، وهو ما دفع جنوب أفريقيا إلى توجيه اتهامات لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب إبادة جماعية، وهو ما نفته إسرائيل.

“هذا حكم علينا بالإعدام”

وفي مركز لتوزيع المساعدات تابع للأونروا في رفح، المدينة الواقعة على الحدود مع مصر والمكتظة بالنازحين، كان الرجال يحملون عبوات ثقيلة من الطحين بينما كان الأهالي يقفون في طوابير للحصول على الإمدادات.

وقال المتحدث السابق باسم الأونروا كريس جانيس إن الوكالة تواجه منذ فترة طويلة مشكلات تمويلية في أثناء عملها على تقديم الخدمات الأساسية مثل التعليم. ومع ذلك، فإنه يقول إن أكثر ما يقلقه حاليا هو توقف العمل الإنساني الطارئ الذي تقوم به الأونروا.

وأضاف “برنامج الطوارئ (التابع للأونروا) هو الأكثر أهمية. لا يمكنك شراء الغذاء إذا لم يكن لديك مال لدفعه للموردين”.

وتابع “يتمثل الخطر الحقيقي في أن أكثر الفئات ضعفا والنساء اللاتي لديهن أطفال حديثو الولادة ويحضرن للحصول على الغذاء والدواء والمياه ومنتجات النظافة هم من سيواجهون أسوأ الأثر”.

ووصف أحمد النحال، بينما كان ينتظر في مركز التوزيع، وقف التمويل بأنه “حكم علينا بالإعدام”، قائلا إن الناس سيتضورون جوعا في الشوارع إذا توقفت إمدادات المساعدات.

وأضاف “لولا الله ثم الوكالة علينا، كنا احنا بقينا ميتين”.

وتأسست الأونروا في عام 1948 بهدف تقديم خدمات إغاثية للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب التي اندلعت مع قيام إسرائيل.

ولطالما دعت إسرائيل إلى وقف عملها بحجة أن مهمتها عفا عليها الزمن وأنها تزيد من المشاعر المعادية لإسرائيل بين موظفيها، وهو ما تنفيه الوكالة.

وقال عضو الكنيست الإسرائيلي داني دانون من حزب ليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “لقد حان الوقت لحل الأونروا والتفكير في طرق أخرى لدعم الفلسطينيين”.

وقالت أم حسن المصري، وهي تخبز الطحين الذي توفره الأونروا في فرن محلي الصنع بجوار الخيمة التي تعيش فيها الآن، إنها تعتمد على الوكالة في كل شيء.

(رويترز)

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل | فلسطين