كاينابريس – عالم الغذاء
يُعد البيض من أكثر الأطعمة شعبية حول العالم، ويحتل مكانة مميزة على موائد الفطور والغداء والعشاء في مختلف الثقافات. وهو ليس مجرد مكوّن عادي في المطبخ، بل يعتبر من أغنى المصادر الغذائية المتكاملة، لدرجة أن البعض يُطلق عليه اسم “المكمل الغذائي الطبيعي”. لكن في المقابل، كثرت التساؤلات حول الكمية الآمنة من البيض التي يمكن تناولها، خاصةً لمن يعانون من مشاكل في الكوليسترول أو القلب. فهل من الآمن تناول البيض يوميًا؟ وما الحد الصحي الموصى به؟
البيض: قوة غذائية في قشرة صغيرة
البيضة الواحدة تحتوي على ما يقارب 6 إلى 7 غرامات من البروتين عالي الجودة، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الفيتامينات مثل:
- فيتامين A: لصحة العين والجلد.
- فيتامين B12: لدعم الجهاز العصبي وتكوين خلايا الدم.
- فيتامين D: لتقوية العظام والمناعة.
- الكولين: عنصر أساسي لصحة الدماغ والذاكرة.
كما تحتوي على مضادات أكسدة مهمة مثل “اللوتين” و”الزياكسانثين” اللتين تساهمان في حماية العين من التلف المرتبط بالتقدم في السن.
لكن ما يثير القلق عند البعض هو محتوى البيض من الكوليسترول، إذ تحتوي البيضة الواحدة على حوالي 186 ملغ من الكوليسترول، مما دفع البعض إلى الاعتقاد بأنها تسبب ارتفاعًا مباشرًا في مستويات الكوليسترول الضار في الدم.
الكوليسترول والبيض: فهم أعمق للعلاقة
لفترة طويلة، اعتقد كثيرون أن تناول البيض يوميًا قد يؤدي إلى مشاكل في القلب، لكن الأبحاث الحديثة أثبتت أن الكوليسترول الغذائي (أي الذي نحصل عليه من الطعام) لا يؤثر بنفس القدر على الكوليسترول في الدم عند معظم الناس، كما كان يُظن سابقًا.
في الواقع، الجسم يُنتج الكوليسترول بشكل طبيعي، ويقوم بتعديل إنتاجه وفقًا لما يحصل عليه من الطعام. لذلك، عند تناول البيض، يقلل الكبد من إنتاجه، مما يساعد على التوازن. ومع ذلك، يبقى التأثير نسبيًا، وقد يختلف من شخص لآخر.
كم بيضة يمكن تناولها في اليوم؟
تختلف الكمية الموصى بها حسب الحالة الصحية لكل شخص:
- للأشخاص الأصحاء: تناول 1 إلى 2 بيضة يوميًا يعتبر آمنًا تمامًا، بل ومفيدًا من الناحية التغذوية.
- لمن يعانون من ارتفاع الكوليسترول أو تاريخ عائلي لأمراض القلب: يُفضل تقليل الكمية إلى 3 إلى 4 بيضات في الأسبوع، أو تناول بياض البيض فقط لأنه لا يحتوي على كوليسترول.
- للرياضيين أو متبعي الحميات عالية البروتين: يمكن تناول حتى 3 إلى 4 بيضات يوميًا، خاصة إن كانوا لا يعانون من مشاكل صحية مزمنة، ويعتمدون على البيض كمصدر طبيعي للبروتين.
طرق صحية لتناول البيض
طريقة الطهي تلعب دورًا كبيرًا في جعل البيض خيارًا صحيًا أو العكس.
إليك بعض النصائح:
- اختر السلق أو التحميص بالقليل من الزيت بدلاً من القلي العميق.
- تجنب إضافة الزبدة أو اللحوم المعالجة (مثل النقانق أو المرتديلا) إلى جانب البيض.
- امزجه بالخضروات مثل السبانخ أو الفلفل أو البصل لإضافة ألياف وفيتامينات.
- استخدم التوابل الطبيعية بدلًا من الملح الزائد.
الخلاصة: الاعتدال هو المفتاح
البيض ليس عدوًا للصحة، بل هو غذاء متكامل يعود على الجسم بفوائد جمّة. ما يهم فعلاً هو الاعتدال في تناوله ومراعاة باقي عناصر النظام الغذائي. إن إدراجه ضمن نظام غذائي متوازن، غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، كفيل بجعل البيض جزءً من روتين صحي مستدام.
إذا كنت بصحة جيدة، لا تتردد في الاستمتاع ببيضك المسلوق أو المقلي بطريقة صحية. أما إذا كنت تعاني من مشاكل صحية معينة، فاستشر طبيبك أو أخصائي تغذية قبل زيادة الكمية.
فالبيض، كما هو حال الكثير من الأطعمة، ليس فيه الضرر بحد ذاته، بل في طريقة تناوله والكمية.