كاينابريس – و.م.ع
شكلت إعادة التعريف المستمر لمشهد الأعمال من خلال التكنولوجيا محورا لنقاش عُقد، أمس الأربعاء بالدار البيضاء، في إطار الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي ” Digital Now”.
وأبرز المتدخلون، خلال جلستي نقاش نظمتا حول “مسير، مقاول 3.0 في العصر الرقمي”، و”كيف يمكن إنجاح علاقات التعاون بين المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة والمقاولات الناشئة؟”، الأهمية الجوهرية التي يكتسيها الابتكار والرقمنة وتمويل المقاولات الناشئة في تحفيز النمو الاقتصادي.
وفي هذا الصدد، أكد سليم الكراوي، مقاول شغوف بالتميز التشغيلي منذ أزيد من 20 سنة، أنه في عالم يزداد تعقيدا، ثبت أن المنصات لها دور محوري أساسي، مسلطا الضوء على ضرورة الاعتماد على الشراكات الداخلية والخارجية.
وأورد الكراوي أنه في الجيل السابق، لطالما اقترن النجاح بالارتقاء لتولي مناصب ذات مسؤولية، بيد أنه مع بزوغ المقاولات الناشئة والمقاولين المعاصرين، أصبح الاهتمام موجها للقب “مسير/ مقاول”.
وشدد على أن “الزخم يشهد اليوم تطورا نحو مطلب أكبر: يجب أن يكون المسير رائد أعمال داخلي، يجمع بين كفاءات التسيير وخصال ريادة قوية”.
وأضاف أن هذا التعايش غير المسبوق بين مهام مسير ومقاول يعكس تحولا ملموسا في نماذج القيادة، مما يميز حقبة أصبحت فيها ريادة الأعمال الداخلية مفتاح النجاح.
من جانبها، عرفت الأستاذة في المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات (ISCAE) ، هند قبايلي، المسير 3.0 بأنه قائد مبتكر وقابل للتكيف ومسؤول اجتماعيا وكفء في استخدام التكنولوجيا الحديثة، مع قدرة كبيرة على التواصل.
وأضافت أن مفهوم المسير 3.0 يشير إلى جيل جديد من القادة في مجال الأعمال أو المنظمات الأخرى الذين يتبنون مناهج ومهارات تواكب التغيرات الاجتماعية والمعاصرة.
وأوضحت أن ذلك يتم من خلال القدرة على التكيف مع التكنولوجيا والقيادة التشاركية، والانفتاح على التنوع والمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية والمرونة والتعلم المستمر.
من جانبه، أشار المدير الاستشاري المتخصص في توظيف المسيرين والاستراتيجية والتنظيم وإدارة الموارد البشرية، عمر بنايني، إلى أن هوية المسير تخضع لتساؤل يظل دون إجابة واضحة، وهي سابقة في تاريخ ريادة الأعمال العالمية.
وأورد قائلا: “تظهر المفارقة حينما يُقْدم المسيرون 3.0 على دمج التكنولوجيا لتحويل مقاولاتهم، في الوقت الذي يوضع فيه احتكارهم لصنع القرار موضع الشك”.
وتابع أنه بالنظر إلى أن أهمية المسيرين تصبح تساؤلا مشروعا، مما يدفع إلى التفكير في تفويض الجوانب الرئيسية لدور المسير إلى خوارزميات، فإن ذلك يؤدي إلى طرح سؤال محوري: “ما هو الدور الحقيقي للمسير في هذا المشهد المتغير؟”.
وبدورها، لاحظت ياسمينة غلجاري، التي تعمل مقاولة منذ 30 سنة، أنه في مشهد دائم التطور، لم يعد مفتاح المعرفة مملوكا بالأدوات الثابتة، الأمر الذي يمثل تغيرا حقيقيا.
وقالت إن “المعرفة لم تعد منحصرة، والفرق الحقيقي يكمن في كيفية طرح الأسئلة على نظام “ChatGPT” وأمثاله”، مشيرة إلى أن السعي لم يعد مقتصرا على الحصول على شهادات واتصال بالشبكات، بل يجب السؤال “هل سأتقدم بشكل أسرع؟”.
من جانبه، أكد رائد الأعمال التكنولوجي، مهدي العلوي، على أهمية الاعتراف بإمكانات المقاولات الناشئة الإبداعية والمبتكرة ودعمها، الأمر الذي سيعزز النجاح الريادي المستدام على الساحة الدولية، مشيرا إلى أنه من المهم كذلك إرساء نظام داخلي يروم تحفيز منظومة حيوية وتنافسية لريادة الأعمال في القارة الإفريقية.
ويشكل مؤتمر “Digital Now”، المنعقد يومي 20 و21 دجنبر تحت شعار “المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة في العصر الرقمي: إطلاق العنان للمؤهلات، وإلهام الابتكار”، حدثا رائدا لمنظومة التحول الرقمي بالمغرب.
كما يمثل هذا الملتقى، المنظم بمبادرة من نادي المسيرين بالمغرب، نقطة التقاء أساسية للمهنيين المنخرطين في التنمية الرقمية والمقاولاتية للمغرب.