كاينابريس – متابعات
تُعد وثيقة الاستقلال إحدى أبرز المحطات التاريخية في مسيرة الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي والإسباني، إذ مثلت إعلانًا واضحًا وصريحًا لإرادة الشعب المغربي في تحقيق الحرية والسيادة. وصدرت الوثيقة يوم 11 يناير 1944، لتُعلن للعالم مطلب استقلال المغرب واسترجاع سيادته تحت قيادة الملك محمد الخامس.
جاءت وثيقة الاستقلال في وقت اشتد فيه الحراك الوطني، حيث كانت البلاد تعاني من وطأة الحماية الفرنسية (1912-1956) التي فرضت قيودًا على السيادة المغربية ومواردها الاقتصادية. وقاد الحركة الوطنية المغربية نخبة من المثقفين والسياسيين الذين سعوا إلى نشر الوعي الوطني وتنظيم الشعب ضد الاحتلال.
مضمون وثيقة الاستقلال
دعت الوثيقة إلى:
– إنهاء نظام الحماية: طالبت بإنهاء الاستعمار الفرنسي والإسباني واستعادة السيادة الوطنية.
– استقلال المملكة: أكدت ضرورة إعلان استقلال المغرب كدولة ذات سيادة.
– وحدة التراب الوطني: شددت على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي المغربية.
– التعاون الدولي: عبّرت عن رغبة المغرب في الانخراط في علاقات دولية قائمة على الاحترام المتبادل.
قوبلت وثيقة الاستقلال برد فعل عنيف من سلطات الحماية الفرنسية، حيث شنت حملة قمع واسعة ضد الحركة الوطنية. اعتُقل العديد من القادة الوطنيين، إلا أن ذلك لم يُثنِ الشعب المغربي الحر عن مواصلة كفاحه، بل زاد من التفافه حول قضيته الوطنية.
وبذلك تظل وثيقة الاستقلال رمزًا للإرادة الشعبية والنضال الوطني ضد الاستعمار. وهي تذكرنا بأهمية الوحدة الوطنية والعمل المشترك لتحقيق تطلعات الشعوب في الحرية والكرامة.