كاينابريس – وكالات
أعرب 30 حاخاما إسرائيليا، مساء الثلاثاء، عن رفضهم قرار وزير التراث عميحاي إلياهو تمويل اقتحام المستوطنين المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، واعتبروه “تجاوزا للتوراة”.
جاء ذلك في رسالة بعث بها الحاخامات، وهم من تيار “الصهيونية الدينية”، إلى إلياهو، ونشرتها القناة 14 العبرية (خاصة).
وقال الحاخامات: “صُدمنا للغاية عندما سمعنا عن التقارير التي تتحدث عن نية وزارتكم تمويل وإدارة الجولات الإرشادية في جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف)، والذي كان دخوله حتى لغرض الصلاة محظورًا تمامًا من قبل الحاخامية الكبرى على مدى أجيال”.
وأضافوا أن “دخول جبل الهيكل ينطوي على مخاوف بشأن المحظورات الخطيرة وتدنيس الهيكل ومقدساته، والتي قال الحكماء إنها أصعب من كل التجاوزات (التي وردت) في التوراة”.
وذكّر الحاخامات، في رسالتهم، إلياهو بأنه جده الحاخام الأكبر السابق مرخاي إلياهو كان مَن بين الذين أفتوا بحظر دخول الحرم القدسي.
وتابعوا أن “الصعود (اقتحام اليهود) إلى جبل الهيكل لا يغير الواقع على الإطلاق؛ لأن جبل الهيكل ليس مكانا للاستيطان والإقامة، وليس مكانا للجولات والرحلات”.
وختموا رسالتهم بالقول: “نحن واثقون من أنك ستتبع خطى جدك الأكبر الحاخام مردخاي إلياهو، وتلغي خطط وزارتك لبدء الجولات في جبل الهيكل”.
ويزعم كبار الحاخامات في دولة الاحتلال أن الهيكل كان مقاما مكان المسجد الأقصى، ويحظرون دخول المنطقة؛ بدعوى “عدم المس بقدسية المكان لحين إقامة الهيكل”؛ وذلك لعدم توفر عنصر الطهارة لدى المقتحمين.
والاثنين، قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية): “لأول مرة، ومن خلال وزارة التراث، ستقوم الدولة بتمويل جولات إرشادية في جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف)”.
وتعقيبا على ذلك، قالت الوزارة إنها “تعتزم إطلاق جولات إرشادية في جبل الهيكل، والتي ستسمح لأول مرة لآلاف اليهود ومئات الآلاف من السياح الذين يصعدون (يقتحمون) إلى الجبل سنويا، بالإطلاع على التراث اليهودي للجبل” على حد زعمها.
في حين قالت الشرطة الإسرائيلية إن “الزيارات ستتم كجزء من الزيارات المنتظمة لمنطقة جبل الهيكل، وفقا لقواعد الزيارة المعمول بها”.
ومنذ 2003، تسمح الشرطة الإسرائيلية من جانب واحد، ودون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية، لمستوطنين باقتحام الأقصى أيام الأسبوع ما عدا الجمعة والسبت.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تكثف إجراءاتها لتهويد القدس الشرقية المحتلة، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة عام 1967، ولا بضمها إليها في 1981.