كاينابريس – وكالات
شرع جيش الاحتلال بتنفيذ ما يسمى “خطة الجنرالات” في شمال قطاع غزة، منذ السادس من الشهر الجاري، حيث حاصرت قواته مراكز الإيواء في جباليا وأجبرت الأهالي على إخلائها تحد تهديد السلاح، ومن ثم قامت بإحراق تلك المراكز وتدميرها لقطع أي أمل للأهالي بالرجوع إليها.
وتعليقا على ذلك قال الخبير العسكري، اللواء يوسف الشرقاوي، إن “بدء عملية تهجير السكان من جباليا وشمال غزة، سيزيد العبء على المقاومة في الشمال وعموم قطاع غزة، وتلك مايسمى بـ(خطة الجنرالات) والتجويع لمعظم سكان القطاع وخصوصا منطقة الشمال”.
وأوضح أن “قوات الاحتلال تريد اقتطاع شريط أمني في الشمال، وقد يقام عليه مستوطنات مستقبلا”.
وأضاف: “أعتقد أن المقاومة ستكثف العمل العسكري هناك، في محاولة منها منع الاحتلال من الاستقرار والتثبيت، وقد تعيد إنتاج تجربة جنوب لبنان ما قبل عام 2000”.
ويرى الشرقاوي أن “المقاومة قد تطور من تكتيكاتها هناك، محاولة استنزاف العدو ومشاغلته لكي تضمن عدم استقراره في هذا الشريط، ولكي تمنع الاستيطان هناك”.
ولفت إلى أن “الاحتلال قد يتمكن في البداية من تثبيت مواقعه إلى حد ما، ولكن سيعاني لاحقا مع تطور أساليب المقاومة وتكتيكاتها، وهذا يرجع لنجاح فعل المقاومة هناك وتكثيف عملياتها”.
وحذّر من “احتمال وجود اتفاق سري مابين أمريكا، ومصر، والسعودية، والخليج، ستجعل قوات الاحتلال بموجبه قطاع غزة منطقة غير قابلة للحياة، أكثر مما هو غير صالح حاليا”.
واعتبر أن “مصر لا يؤمن جانبها، وكذلك السعودية، ودول خليجية، وإن نجح الاحتلال في اقتلاع السكان ودفعم لسيناء بتواطؤ عربي رسمي، ستكون غزة مستقبلا مناطق استيطان، وقواعد عسكرية أمريكية ومخازن للسلاح”.
وتابع “إزاء الصمت العربي الرسمي على مذابح الفلسطينيين في غزة ستقبل مصر بتهجير سكان غزة إلى سيناء، أو ستساعد أمريكا على هجرة الفلسطينيين، لا يوجد شيء يسمى هجرة طوعية، فكل التهجير قسري وإن كان بأساليب و وسائل ناعمة”.
بدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة، أن “بنيامين نتنياهو واليمين الصهيوني المتطرف لدى الاحتلال يعتقدون أنهم باتوا قريبين من تحقيق النصر، وقد يشكل لهم ذلك دافعًا أكبر لرفع سقفهم السياسي مع الفلسطينيين، بتطلعهم لاحتلال قطاع غزة وضم الضفة الغربية وتهويد القدس والمسجد الأقصى، وإغلاق كافة أبواب التفاوض والمسارات السياسية التي يمكن أن توقف الحرب والعدوان على الضفة وغزة”.
وأضاف أن “الاحتلال يسعى لإنجاز ما يمكن إنجازه وفرض واقع جديد على أي إدارة أميركية جديدة، سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية”.
وأشار إلى أن “خيارات الاحتلال يعزّزها أو يضعفها قدرة اليمين المتطرف على تحقيق إنجازات عسكرية ميدانية”.
ويُرجّح الحيلة بأن “يقوم الاحتلال بقيادة نتنياهو واليمين المتطرف خلال الأشهر القادمة على حسم الصراع عسكريًا مع حماس وحزب الله لإقناع الإدارة الأميركية الجديدة بتبني رؤيته باحتلال غزة وضم الضفة، وحتى السيطرة على جنوب لبنان إن استطاعوا”.
وحذر من أن “استمرار الصمت العربي والتظاهر بعدم الاكتراث واستمرار الخذلان الذي عاشته وتعيشه غزة قد يفتح شهية الاحتلال على مزيد من الهيمنة الاستعمارية بدعم أميركي غربي”.
وبثت هيئة الإذاعة العبرية يوم الاثنين، مشاهد صورتها طائرة مسيّرة، تظهر إجبار قوات الاحتلال مئات العائلات في جباليا شمال قطاع غزة على مغادرة منازلهم والنزوح جنوبا.
ويواصل جيش الاحتلال منذ 17 يوما إبادته الجماعية في شمال قطاع غزة، عبر قصف جوي ومدفعي مكثف ونسف للمنازل ومراكز الإيواء وآبار المياه، وسط حصار مشدد يمنع خلاله إدخال الغذاء والمياه والوقود والدواء.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة منذ 381 يوما إلى استشهاد وإصابة أكثر من 142 ألف فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.