كاينابريس – أحمد رمضان(*)
وفرت إدارة بايدن غطاء لقرار اتخذه نتنياهو، سيغير قواعد الاشتباك، وهو التحضير الحثيث لهجوم على لبنان، بزعم استصدار قرار دولي جديد يمنع أي وجود لغير الجيش اللبناني جنوب الليطاني، والهجوم (بالطيران واجتياح بري) قد يقع بين يوم وآخر، ويتزامن مع الهجوم على رفح، آخر منطقة جنوب قطاع غزة!
الرسالة هي الآتي: إذا قررت تل أبيب بدعم من واشنطن بدء هجوم على لبنان، فميدان المواجهة سيتوسع، وسيشمل الطرف الأمريكي وقواعده التي تقدم الدعم اللوجستي للقوات الإسرائيلية، وينتقل من حالة “التضامن والإسناد” كما هو الحال مع غزة، إلى “المشاركة والاشتباك” في حالة لبنان، وقد شهدت الأيام الماضية تحركات حثيثة في بيروت وعدد من العواصم محورها احتمال الدفع باتجاه حرب مع لبنان يخوضها نتنياهو بعد أن قرر نقل لواء جولاني إلى الحدود، كما يتم سحب عدد من ألوية قوات النخبة من غزة إلى الشمال والحدود اللبنانية.
اتجاه نتنياهو وحكومته هو التصعيد، وقدرة حلفائه على لجمه محدودة، وهم باتوا أسرى لجنونه وخاضعون لنزواته، والمنطقة تتجه نحو تصعيد متسارع ما لم يتوقف العدوان على غزة
كيف سترد واشنطن؟
الرد العسكري جرى نقاشه في لقاء جمع بايدن مع القيادة العسكرية وطاقم الأمن القومي، وسيبدأ باستهداف مقرات للميليشيا في سورية والعراق دون التركيز على إيقاع خسائر بشرية كبيرة لتفادي الدخول في دوامة الرد والرد المضاد، لكن ما هو أهم سيكون موقف واشنطن من هجوم نتنياهو على لبنان! هل سيبقى داعماً له، فيدفع باتجاه تصعيد واسع تكون القوات الأمريكية في المنطقة طرفاً فيه في وقت حساس؟ أم تسعى للجمه ووقف التمدد في رفح، والاستهداف في خانيونس (352 شهيداً خلال 24 ساعة)، حيث ارتفعت وتيرة الوحشية التي تمارسها القوات الإسرائيلية عقب قرار محكمة العدل العليا الذي طالب بإجراءات وتدابير لوقف ذلك؟
اتجاه نتنياهو وحكومته هو التصعيد، وقدرة حلفائه على لجمه محدودة، وهم باتوا أسرى لجنونه وخاضعون لنزواته، والمنطقة تتجه نحو تصعيد متسارع ما لم يتوقف العدوان على غزة وارتداداته في أكثر من مكان.
(*) كاتب سوري، مدير مركز لندن لاستراتيجيات الإعلام.