كاينابريس – متابعات
واصل مسلحون فلسطينيون التصدي للقوات الإسرائيلية يوم الأحد في مدينتين رئيسيتين بقطاع غزة بعد أسابيع من اجتياح القوات والدبابات لهما في دلالة على أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تزال تحتفظ ببعض السيطرة قبل أي هدنة محتملة، وفقا لرويترز.
وبعد مرور ما يقرب من أربعة أشهر على الحرب التي اندلعت بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل، لا يزال القتال مستمرا في مدينة غزة بشمال القطاع المكتظ بالسكان، وفي خان يونس في الجنوب.
وفي الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الجيش تمكن من تفكيك 17 كتيبة قتالية من أصل 24 تابعة لحماس. وأضاف أن معظم الكتائب المتبقية في جنوب قطاع غزة، بما في ذلك رفح، على الحدود المصرية للقطاع.
وبحسب بيان صادر عن مكتبه، قال “سوف نقضي عليهم أيضا”. ولا تنشر حماس خسائرها عادة.
وقالت إسرائيل الأسبوع الماضي إن تركيزها الرئيسي ينصب الآن على رفح الواقعة على الحدود الجنوبية مع مصر، مما يزيد الضغط على مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين الذين فروا من منازلهم في أماكن أخرى ولجأوا إليها.
ويثير التقدم صوب رفح أيضا قلق القاهرة التي تقول إنها لن تسمح بأي تدفق للاجئين الفلسطينيين لمنع أي استيلاء دائم على أراضيهم حسب وصفها.
لكن مسؤولا إسرائيليا قال لرويترز إن الجيش سينسق مع مصر ويبحث عن سبل لإجلاء معظم النازحين باتجاه الشمال قبل أي عملية تمشيط برية في رفح.
وأفاد فلسطينيون بوقوع قصف إسرائيلي بالدبابات وغارات جوية هناك بما في ذلك غارة أودت بحياة فتاتين في أحد المنازل.
وفي أثناء تشييع جثماني الطفلتين، قال قريب لهما يدعى محمد كلوب إن الغارة الجوية أصابت غرفة مليئة بالنساء والأطفال في حي السلام برفح.
وقال لرويترز “مفيش أي مكان آمن في قطاع غزة، من السلك للسلك (الحدود من الشمال إلى الجنوب) مفيش أي مكان آمن”.
وقال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن ثمانية أشخاص قتلوا في غارات جوية إسرائيلية منفصلة استهدفت مناطق دير البلح وسط قطاع غزة. ودير البلح هي واحدة من منطقتين في القطاع لم تنتشر فيهما الدبابات الإسرائيلية بعد.
وبعد انسحابات جزئية من مدينة غزة في الأسابيع القليلة الماضية والتي مكنت بعض السكان من العودة والبحث وسط الأنقاض، قامت القوات الإسرائيلية بتصعيد عمليات التوغل. ووصف نتنياهو تلك العمليات يوم الأحد بأنها “عمليات تطهير”.
وقال سكان إن الغارات الجوية دمرت قبل فجر يوم الأحد عدة مبان متعددة الطوابق منها مشروع إسكان بتمويل مصري.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل سبعة مسلحين من حماس في شمال غزة واستولى على أسلحة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن القوات في المنطقة تحاول اختراق مخبأين محصنين لحماس وهي مهمة قالت إنها قد تستغرق أسبوعين وسط مقاومة من جانب الحركة.
وقال ساكن طلب من رويترز عدم نشر اسمه “مدينة غزة تُمحى”. وأضاف “الانسحاب (الإسرائيلي) كان خدعة”.
وقال مسعفون إن قصفا إسرائيليا خلال الليل أدى لمقتل ثلاثة فلسطينيين في خان يونس. وأفاد سكان بأن قتالا في الشوارع يحتدم في المناطق الغربية والجنوبية من المدينة حيث قالت إسرائيل إن جنديا قتل في هجوم فلسطيني يوم السبت.
وقال الجيش إن القوات في خان يونس استولت على مجمع قيادي لحماس وقتلت عددا من المسلحين. وقال نتنياهو إن القوات الإسرائيلية في المدينة تعمل على “تحييد” أنفاق حماس التي تمتد في أنحاء غزة، والتي يستخدمها المسلحون في التحصن ونصب الكمائن.
وأضاف نتنياهو لمجلس الوزراء “الأمر يتطلب المزيد من الوقت”.
وقالت السلطات الصحية في غزة، التي لا تفرق بين المسلحين والمدنيين في إحصاءاتها، يوم الأحد إن أكثر من 27300 فلسطيني تأكد مقتلهم منذ الحرب 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال. وثمة مخاوف من فقدان آلاف آخرين وسط الأنقاض.
وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 10 آلاف مسلح في حملتها للقضاء على حماس بعد هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي شنته الحركة التي تعهدت بتدمير إسرائيل. وأدى هجوم حماس إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
ولا يزال أكثر من 130 رهينة في غزة، ويعد إطلاق سراحهم المحتمل من قبل حماس من بين القضايا قيد النقاش في مفاوضات تجرى بوساطة مصرية وقطرية وبدعم أمريكي للتوصل إلى هدنة.
وتطالب حماس بوقف الحرب. وتستبعد إسرائيل ذلك لكنها منفتحة على التوصل إلى هدنة مؤقتة.
واستضاف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورن يوم الأحد في لقاء قال مكتب الرئيس إنه استعرض الجهود المصرية المكثفة مع مختلف الشركاء لوقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة.