كاينابريس – متابعات
بينما تستقبل غزة رمضان الفضيل تحت القصف الإسرائيلي الذي دخل شهره السادس، اعتبر الناشط والأكاديمي الكندي، الدكتور ديفيد هيب، أن صحوة الاحتجاجات في الدول الغربية ضد الحكومات الداعمة لإسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، تكتسب زخما ملحوظا، رغم ازدياد الضغط على مؤيدي القضية الفلسطينية.
جاء ذلك في حديث أدلى به هيب، الأستاذ المشارك في قسم اللغات بجامعة ويسترن أونتاريو بكندا، لمراسل وكالة الأناضول، حول الهجمات الإسرائيلية والحصار المفروض على قطاع غزّة.
يرى هيب أن إسرائيل لا تخفي نيّتها في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، وقال: “أوضح العديد من أعضاء الكنيست، بما في ذلك العديد من السياسيين الإسرائيليين والعديد من القادة العسكريين ورئيس الوزراء والرئيس، نواياهم بوضوح”.
وتابع: “أشارت الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية إلى هذا الوضع، القصد الإجرامي يُعتبر بدوره أيضًا عنصرًا رئيسيًا في أي محاكمة جنائية”.
وفي معرض إشارته إلى سوء الأوضاع الإنسانية، لفت هيب إلى استحالة أن يعيش المدنيون وأن تلد النساء بأمان في قطاع غزة، بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.
وبيّن هيب أن “المرأة الفلسطينية غير قادرة اليوم على تدبر شؤون أسرتها في ظروف طبيعية وآمنة وصحية”، واستدل على ذلك بالقول إنه “من الواضح وجود نية لحرمان الناس من وسائل العيش، وكذلك حرمانهم من الغذاء والمساعدات الكافية والمياه النظيفة والمساعدة الطبية.
آلاف خسروا موارد رزقهم لتحديهم إسرائيل
وشدد هيب على أن حكومات الدول الغربية والحكومات الأخرى التي تدور في فلك النفوذ الأمريكي “ليست صامتة فحسب، بل متواطئة بشكل فعال” في ما يحدث في غزة.
وذكر هيب أن الحكومة الكندية دعمت عدوان الجيش الإسرائيلي على غزة وأرسلت الأسلحة ووفرت الدعم السياسي للاحتلال الإسرائيلي.
وقال إن “الاحتجاجات في الدول الغربية ضد الحكومات الداعمة لإسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي اكتسبت زخمًا ملحوظًا، رغم ازدياد الضغط على مؤيدي القضية الفلسطينية”.
وتابع: “لقد تحدّت واندا نانيبوش (مواطنة كندية من السكان الأصليين)، التي تشرف على أنشطة معرض الفنون في أونتاريو (كندا)، الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، لسنوات عديدة، لكنها للأسف قبل فترة قصيرة فُصلت من عملها، على خلفية مواقفها المناهضة للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على غزة”.
وأكد هيب أن معرض الفنون لم يُدلِ ببيان أو تصريح حول هذا الموضوع، رغم ردود الفعلة المستنكرة ضد هذا القرار من الجمهور والمجتمع الفني.
وذكر هيب أنه كأكاديمي، كان قادرًا على الاستفادة من الحرية التي تمنحها الأوساط الأكاديمية، لكن هناك الكثير من الأشخاص الذين لم تتح لهم الفرصة ذاتها.
حظر توريد الأسلحة
يؤكد هيب أهمية مقاطعة الشركات والمنظمات الداعمة لإسرائيل، مشددًا على أن “حظر توريد الأسلحة يعتبر عقوبة رادعة ضد الاحتلال الإسرائيلي”.
وقال هيب إنه لاحظ قبل عدّة أسابيع وجود حملة ضد شركات معينة في إسطنبول، حيث جاء للمشاركة في اجتماعات “أسطول الحرية الدولي” الذي يجري التحضير له لكسر الحصار على غزة.
كما شدد على أهمية مطالبة بعض الشركات بالتوقف عن استيراد المنتجات الإسرائيلية، مؤكدا أن “هذا المطلب قانوني قبل كل شيء، ذلك أن هذه الشركات بحاجة إلى أن تكون على دراية بأنها تدعم مرتكبي الإبادة الجماعية بطريقة غير مباشرة”.
وأشار هيب إلى أن “التعبير عن الوعي في المجتمع يجري إظهاره من خلال تبنّي أسلوب المقاطعة، الذي بات يشكل حاجة ملحّة للغاية”.
ورأى أن “على الشعوب أن لا تنتظر تحرك الحكومات، بل يجب على الناس أن يتحركوا، وقتئذ ستقوم الحكومات باتباع الشعوب”.
أسطول الحرية
وفيما يتعلق بـ”أسطول الحرية” الذي من المقرر أن ينطلق إلى غزة بمشاركة العديد من الناشطين من بلدان مختلفة، قال هيب إنهم أعلنوا أمام الرأي العام حقيقة الوضع في غزة وعواقب الحصار، وجمعوا تبرعات لصالح أهل القطاع.
ولفت إلى أن “الهدف من أسطول الحرية، هو إيصال التبرعات التي تم جمعها في العديد من البلدان لصالح أهل غزة.
وأشار هيب إلى أن “مطلب أسطول الحرية هو المرور الحر والآمن في المياه الدولية”، مشددًا على أن “الأسطول لا يحمل إلا مواد الإغاثة وخاصة الإمدادات الطبية”.
وختم بمطالبة “حكومات كندا والولايات المتحدة وجميع الدول الأخرى، إعلان موقفها وتحمّل مسؤولياتها المتعلقة بحماية مواطنيها المشاركين في أسطول الحرية الذي يهدف إلى توصيل المساعدات الإنسانية والطبية للشعب الفلسطيني الذي هو اليوم بأمس الحاجة إلى هذه المساعدات”.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان القطاع ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
ووسط تحذيرات دولية من مجاعة وشيكة شمال قطاع غزة، تواصل دول عربية مثل مصر والإمارات والأردن وقطر وسلطنة عمان والبحرين، تنفيذ عمليات مشتركة لإسقاط مساعدات غذائية على القطاع، لكنها لا تلبي حجم الاحتياجات الهائلة الناجمة عن الكارثة التي خلقتها إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
(الأناضول)