كاينابريس – وكالات
قال الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إن “ثلثي أراضي الفلسطينيين في قطاع غزة قد دُمرت بسبب القصف الإسرائيلي الذي استمر لأكثر من عام”.
وأكد الرئيس البرازيلي، خلال كلمته في قمة “المدن الحضرية” (U20)، التي عُقدت مساء الأحد، على هامش قمة العشرين (G20) التي انطلقت أعمالها اليوم في مدينة ريو دي جانيرو:”لقد دُمر ثلثا قطاع غزة، إحدى أقدم المدن الحضرية في التاريخ (4000 قبل الميلاد)، بسبب القصف العشوائي. كما أن 80 بالمئة من منشآته الصحية لم تعد موجودة، وتحت أنقاضه يرقد أكثر من 40 ألف شخص فقدوا حياتهم”. وأضاف: “لن يتحقق السلام في العالم ما لم يتحقق السلام في غزة”.
احتجاجات شعبية دفاعاً عن فلسطين
وبالتزامن مع القمة، شهدت مدينة ريو دي جانيرو (جنوب شرق البرازيل)، مسيرة حاشدة نظمتها أكثر من 300 منظمة شعبية ونقابية برازيلية. توافد الآلاف إلى منطقة كوباكابانا وسط المدينة، على الرغم من الأمطار الغزيرة، للاحتجاج على ما وصفوه بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
ورفع المشاركون لافتات تصدرتها عبارة: “لولا، اقطع العلاقات مع إسرائيل، ضد الإبادة الجماعية”، إلى جانب الأعلام الفلسطينية.
تأتي هذه المسيرة ضمن سلسلة من التحركات الشعبية المتزامنة مع انعقاد قمة العشرين (G20)، التي تجمع قادة 19 دولة من أعضاء المجموعة، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي.
رموز تضامن في البرازيل مع الشعب الفلسطيني
في خطوة رمزية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، رفع عدد من المتضامنين البرازيليين في وقت سابق، علم فلسطين على المعلم التاريخي “أقواس لابا” في مدينة ريو دي جانيرو، حيث امتد العلم لأكثر من 20 متراً، معبراً عن رسالة دعم واضحة للشعب الفلسطيني في ظل الظروف الراهنة.
وفي شاطئ كوباكابانا الشهير، رُفِع علم ضخم آخر يبلغ طوله 50 متراً للفت الأنظار إلى الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، وذلك ضمن حملة أطلقها نشطاء ومتضامنون برازيليون، وتهدف إلى رفع العلم الفلسطيني في أماكن مختلفة في أنحاء البرازيل.
ووزعت الحملة عشرات الآلاف من المنشورات والملصقات في مختلف المدن البرازيلية، لإبراز معاناة الفلسطينيين وتعزيز التضامن الشعبي مع قضيتهم.
إجراءات أمنية مشددة خلال القمة
وأصدرت الحكومة البرازيلية مرسوماً لضمان القانون والنظام (GLO) في ولاية ريو دي جانيرو، خلال فترة القمة، مع تعزيز الإجراءات الأمنية لاستقبال الوفود الدولية.
ورغم هذه الإجراءات، أصر منظمو المسيرة على تنظيمها لتكون رسالة قوية بشأن أهمية القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، للضغط على القادة المجتمعين للتنديد بـ”إسرائيل”. كما طالبوا بإدراج الإشارة إلى الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في البيان الختامي للقمة، ومواجهة المصالح الإمبريالية للولايات المتحدة و”إسرائيل”.
تصريحات لولا بشأن غزة تثير ردود فعل واسعة
في قمة “البريكس” التي عُقدت في تشرين أول/أكتوبر الماضي في روسيا، وصف الرئيس لولا غزة بأنها “أكبر مقبرة للأطفال والنساء في العالم”، مستنداً إلى تقرير أممي يشير إلى أن 70 بالمئة من ضحايا النزاع في غزة خلال الأشهر الستة الأولى كانوا من النساء والأطفال.
وفي تصريح سابق الشهر الماضي، كان لولا أول زعيم عالمي يصف ما يحدث في غزة بـ”الإبادة الجماعية”. وشبّه مقتل الفلسطينيين بالمحرقة اليهودية التي ارتكبها النظام النازي بقيادة أدولف هتلر. وأثارت هذه التصريحات غضب دولة الاحتلال، التي أعلنت دا سيلفا “شخصاً غير مرغوب فيه” واستدعت السفير البرازيلي لزيارة عامة لمتحف المحرقة في القدس، ما أثار استياء الحكومة البرازيلية.
ورداً على ذلك، استدعت البرازيل سفيرها لدى إسرائيل، فريدريكو ماير، ونقلته إلى منصب جديد ضمن البعثة الدائمة للبرازيل لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، تاركة المنصب في تل أبيب شاغراً حتى اليوم.
وتنطلق اليوم أعمال قمة العشرين (G20) لعام 2024 في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، بمشاركة قادة 19 دولة من أعضاء المجموعة، إلى جانب ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي. من المتوقع أن تشهد القمة مناقشات مكثفة حول قضايا عالمية رئيسية، تشمل النمو الاقتصادي، وتغير المناخ، والأمن الغذائي، والصحة العالمية، وسط ترقب دولي لما ستؤول إليه مواقف القادة تجاه النزاعات العالمية الجارية.