كاينابريس – عالم الغذاء
“معظم الأغذية فائقة المعالجة ليست طعاما، إنها مادة صالحة للأكل يتم إنتاجها صناعيا”، هذه مقولة شهيرة للعالمة البرازيلية في الصحة العامة والأوبئة الغذائية بجامعة ساو باولو، فرناندا راوبر.
فالمشروبات الغازية والوجبات الخفيفة المعبأة والحلويات والشوكولاتة والبسكويت والكعك والمعجنات والنقانق والبرغر والفطائر والبيتزا المبردة وقطع الدجاج وألواح البروتين والزبادي قليل الدسم وحبوب الإفطار والخبز والموسلي ورقائق البطاطس والوجبات المجمدة، وغيرها من الأغذية المصنعة، تحتوي على تركيبات صناعية صُممت لتجعل الكثيرين يتلهفون عليها ويُفرطون في تناولها، دون إدراك أنها أطعمة فائقة المعالجة، بل أنها قد تبدو لنا كأنها أطعمة صحية في كثير من الأحيان.
لكن نيكول أفينا، أستاذة علم النفس الزائرة بجامعة برينستون الأميركية، ترى أن “الحد من هذه الأطعمة أكثر أهمية من حساب السعرات الحرارية، أو التحكم في الكربوهيدرات”، وتوصي بالتحرر من قبضة الأطعمة فائقة المعالجة، بكشفها من خلال قراءة ملصقات المشتريات، “لأن معرفة ما سوف تتناوله أو تُطعمه لعائلتك، أمر بالغ الأهمية”، كما قالت لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
الأطعمة فائقة المعالجة “تُقصّر متوسط العُمر”
أصبحت الأطعمة فائقة المعالجة مصدرا لأغلبية السعرات الحرارية التي يستهلكها الناس، فهي تُشكّل 57% من النظام الغذائي في المملكة المتحدة، كما أن 58% من السعرات الحرارية التي يستهلكها الأميركيون، تأتي من الأطعمة فائقة المعالجة، رغم تحذيرات العلماء من أنها تتسبب في العديد من الأمراض التي تُقصّر متوسط العُمر، لأن معظمها عبارة عن طعام تم إخضاعه لمعالجات “يمكن أن تترك آثارها على الصحة”، بحسب “واشنطن بوست”.
فقد أظهرت دراستان كبيرتان حديثتان أن الطعام فائق المعالجة يزيد بشكل كبير من الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وربطت دراسة نُشرت عام 2021، بين استهلاك الأغذية فائقة المعالجة وزيادة الوفيات بالأمراض القلبية الوعائية.
كما أشارت دراسة نشرت عام 2022، إلى العلاقة بين الأطعمة فائقة المعالجة وزيادة الإصابة بالخرف. كذلك كشفت دراسات الصلة بين تناول المزيد من هذه الأطعمة وعدد من المخاطر الصحية، مثل زيادة السمنة والسكري من النوع الثاني، وفقا لمجلة “تايم” الأميركية.
دليل العلامات الحمراء على الأطعمة فائقة المعالجة
قدم الخبراء 9 علامات تكفل معرفتها مساعدة المستهلك في اكتشاف الأطعمة فائقة المعالجة، وهي:
1- وجود أكثر من 3 مكونات
ينصح ستيفن ديفريز، أستاذ مساعد التغذية بكلية “هارفارد تي. إتش. تشان” للصحة العامة، بالتركيز على الأطعمة التي تحتوي على أقل عدد ممكن من المكونات عند الشراء.
فأطعمة مثل الأسماك المعلبة والفواكه والجبن والخبز الطازج، عادة ما تحتوي على مكونين أو ثلاثة مكونات فقط، لحفظها أو طهيها، وهذه المكونات عبارة عن الطعام كاملا بالإضافة إلى الملح أو الزيت أو السكر، وفقا لما ذكره تيم سبيكتور، أستاذ علم الأوبئة في كينغز كوليدج لندن البريطانية، أما الأطعمة فائقة المعالجة فتحتوي على قوائم طويلة من المكونات التي تبدو معقدة.
فإذا كنت ستشتري الخبز، على سبيل المثال، فاختر النوع الذي يحتوي على مكونات بسيطة، مثل الدقيق والحبوب والملح، وتجنب الأنواع التي تحتوي على السكر والزيت النباتي والمحليات الصناعية والمواد الحافظة المتعددة والمستحلبات ومطيلات العمر الافتراضي، مثل حمض الاسكوربيك، وبروبيونات الكالسيوم وأحادي الغليسريد.
2- المكثفات أو المثبتات أو المستحلبات
الأطعمة فائقة المعالجة غالبا ما تتضمن أصباغا لجعلها تبدو جذابة، ومواد حافظة لمنحها فترة صلاحية أطول، ومكثفات ومثبتات ومستحلبات، لتحسين قوامها أو منع مكوناتها من التلف أثناء بقائها على أرفف المتاجر لأسابيع أو أشهر.
فإذا أردت اكتشافها فابحث عن مكونات مثل ليسيثين الصويا، أو صمغ الغوار، أو صمغ الزانثان، أو الكاراغينان، أو أحادي وثنائي الغليسريد، أو كربوكسي ميثيل السليلوز.
3- المُحلّيات المُضافة
يقول دكتور ديفريز، “حاول تجنب الأطعمة التي تحتوي على شراب الذرة، أو شراب الشعير، أو قصب السكر، أو دبس السكر”، وأضف السكر أو العسل بمعرفتك وبالكمية التي تناسبك.
4- السكريات بأسماء أخرى
التي تأتي على الملصق تحت مسمى السكروز أو المالتوز أو سكر العنب أو الفركتوز أو الغلوكوز، فكلها أسماء أخرى خادعة للسكريات المضافة.
5- السكريات الصناعية أو “المزيفة”
لأن المُحلّيات والنكهات الاصطناعية تُعد سمة مميزة للأطعمة فائقة المعالجة، حيث تتم إضافتها “لإخفاء الطعم المنفر من المواد الحافظة والمكونات المضافة الأخرى”، كما تقول نيكول أفينا، مؤلفة كتاب “بدون سكر”، فتش عن الأسبارتام أو السكرالوز أو السكرين أو ستيفيا.
6- الادعاءات التسويقية
فغالبا ما تحتوي أطعمة فائقة المعالجة مثل حبوب الإفطار والزبادي المُنكّه وألواح البروتين والوجبات الخفيفة، على “ادعاءات تسويقية بأنها مغذية”، وهي محملة بالمُحلّيات والمواد المضافة الأخرى.
7- وعود السكر المنخفض
فيمكن أن تكون إشارة الملصق إلى أن المنتج يحتوي على نسبة منخفضة من السكر المكرر أو المضاف، “علامة حمراء”، لأن الشركات المصنعة غالبا ما تستبدل السكر المضاف في منتجاتها بالمحليات الاصطناعية.
8- الأصناف سريعة التحضير والمُنكّهة
يقول د. ديفريز “إذا كنت تريد دقيق الشوفان، فاشتري الشوفان فقط، ولا تنجذب إلى الأنواع المقدمة بالفواكه أو النكهات الأخرى”، وكذلك إذا كنت تحب الزبادي بنكهة الفاكهة، فاشتري الزبادي العادي وأضف الفاكهة الطازجة بمعرفتك.
فالعديد من أنواع الزبادي بنكهة الفاكهة لا تحتوي على الفاكهة فحسب، بل تحتوي على إضافات أخرى مثل قصب السكر ونشا الذرة والنكهات الطبيعية ومركزات العصير.
9- إمكانية صنع المنتج في مطبخك
عندما تشك في المنتج، انظر إلى ملصق المكونات واسأل نفسك “إن كان بإمكانك صنعه في المنزل”؟ لأن الأطعمة فائقة المعالجة، “تكون مصنوعة في الغالب من 10 مكونات أو أكثر، من بينها المواد الحافظة والأصباغ والمُحلّيات الصناعية، ومنتجات أخرى لا يمكنك فهمها، ولن تجدها في مطبخك”، كما يقول د. تيم سبيكتور.
تطبيق للمساعدة في الكشف عن الأطعمة فائقة المعالجة
بالنسبة لمن ليس لديه الوقت أو القدرة على فحص كل ملصق في السوبر ماركت، يوجد تطبيق مجاني يُسمى “أوبن فوود فاكتس” (Open Food Facts)، تحتوي قاعدة بياناته على أكثر من 3 ملايين منتج، ويساعد في البحث عن المنتجات ومسح الرموز لكشف الأغذية فائقة المعالجة.