كاينابريس – متابعات
شككت روسيا في حديث الولايات المتحدة أن تنظيم “داعش” هو المسؤول عن الهجوم المسلح على قاعة حفلات موسيقية في ضاحية موسكو أسفر عن مقتل 152 شخصا وإصابة أكثر من 200 آخرين.
ونفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تأكيدات الولايات المتحدة أن تنظيم «داعش»، الذي سعى ذات يوم للسيطرة على مساحات كبيرة من العراق وسوريا، هو المسؤول عن هجوم موسكو. وقالت زاخاروفا في مقال لصحيفة كومسومولسكايا برافدا «سؤال للبيت الأبيض: هل أنت متأكد من أنه تنظيم «داعش»؟ هل يمكنك التفكير في الأمر مرة أخرى؟».
وأضافت أن الولايات المتحدة تستخدم فزاعة تنظيم «داعش» لتغطي على أفعالها في كييف، وذكّرت القراء بأن واشنطن دعمت «المجاهدين» الذين خاضوا قتالا ضد القوات السوفيتية في الثمانينيات. وقال مسؤولان أمريكيان يوم الجمعة الماضي إن الولايات المتحدة لديها معلومات تؤكد إعلان تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم.
وقال بوتين إنه جرى القبض على 11 شخصا، من بينهم المسلحون الأربعة المشتبه بهم، الذين فروا من قاعة الحفلات الموسيقية وشقوا طريقهم إلى منطقة بريانسك، على بعد حوالي 340 كيلومترا جنوب غربي موسكو، للتسلل عبر الحدود إلى أوكرانيا.
وفي أكثر هجوم دموية يقع داخل روسيا منذ عقدين، اقتحم أربعة رجال قاعة كروكوس للحفلات مساء الجمعة وأطلقوا وابلا من الرصاص على الناس قبل أن تؤدي فرقة الروك (بيكنيك)، التي تشكلت خلال الحقبة السوفيتية، أغنيتها (أفريد أوف نوثينغ) أو «لا أخشى شيئا».
واحتجزت السلطات الأشخاص الأربعة، واحد منهم على الأقل من طاجكستان، بتهمة الإرهاب. وظهروا بشكل منفصل يقتادهم أفراد من جهاز الأمن الاتحادي إلى القفص في محكمة باسماني الجزئية بموسكو. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم، وهو ادعاء قالت الولايات المتحدة إنها تصدقه. وينشر التنظيم منذ ذلك الحين ما يقول إنها لقطات من الهجوم. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم حذروا روسيا في وقت سابق من الشهر الجاري من هجوم وشيك استنادا إلى معلومات مخابراتية.
لكن الرئيس فلاديمير بوتين لم يذكر علنا ارتباط التنظيم بالمهاجمين الذين قال إنهم كانوا يحاولون الفرار إلى أوكرانيا. وذكر بوتين أن بعض الأشخاص على «الجانب الأوكراني» كانوا مستعدين لنقل المسلحين عبر الحدود. ونفت أوكرانيا أي دور لها في الهجوم واتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي بوتين بالسعي إلى تحويل مسؤولية الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية من خلال الإشارة إلى أوكرانيا.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لم يتم التحقق منها، عملية استجواب المشتبه بهم. وظهر أحدهم وقد تم قطع جزء من أذنه ووضعه في فمه. والرجل الذي يحمل جنسية طاجكستان يدعى داليردزون ميرزوييف وكان يستند إلى القفص الزجاجي في أثناء قراءة تهمة الإرهاب. وجلس سعيد كرامي راشاباليزودا وأذنه مغطاة بالضمادات. وظهر محمد صبير فايزوف بملابس المستشفى الفضفاضة وجلس على كرسي طبي ووجهه مغطى بالجروح. ووقف شمس الدين فريدوني وكدمات في وجهه.
وأمر بوتين بغزو شامل لأوكرانيا في فبراير 2022 مما أدى إلى نشوب حرب كبرى بعد ثماني سنوات من الصراع في شرق أوكرانيا بين القوات الأوكرانية من جهة والأوكرانيين الموالين لروسيا ووكلاء روسيا من جهة أخرى.
ودعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون أوكرانيا وقدموا لها مليارات الدولارات من الأموال والأسلحة في محاولة لهزيمة القوات الروسية. وأعلنت الحكومة الفرنسية، في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي، أنها رفعت مستوى التحذير من الإرهاب إلى أعلى درجة بعد إطلاق النار في موسكو.