ناشطة أسترالية: أفعال إسرائيل لا تغتفر ويجب حظر تزويدها بالأسلحة

كاينابريس3 نوفمبر 2024
ناشطة أسترالية: أفعال إسرائيل لا تغتفر ويجب حظر تزويدها بالأسلحة

كاينابريس – وكالات

هيلين ماريا أوسوليفان، الشاهدة الأسترالية على قتل جنود إسرائيليين الناشطة الأمريكية التركية عائشة نور في سبتمبر الماضي، قالت إن “ما تفعله إسرائيل بحق الفلسطينيين لا يغتفر”، وأكدت أن على العالم وقف إرسال الأسلحة إلى مجرمي الحرب فيها.

أوسوليفان أدلت بشهادتها في مقتل التركية عائشة نور في الضفة الغربية المحتلة، في إطار الشكوى الجنائية المقدمة إلى مكتب المدعي العام في أنقرة ضد مسؤولين إسرائيليين بتهمة “القتل العمد”.

وفي 6 سبتمبر الماضي، قتل جيش الاحتلال بالرصاص الحي الناشطة نور أثناء مشاركتها في فعالية منددة بالاستيطان في بلدة بيتا بمحافظة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وفي 12 سبتمبر، وصل جثمان الناشطة إلى تركيا، حيث تم دفنها في اليوم التالي عقب أداء صلاة الجنازة بالمسجد المركزي في مسقط رأسها بمنطقة ديديم بولاية أيدن غربي تركيا.

العدالة للجميع

وفي حوار مع وكالة الأناضول، أشارت أوسوليفان إلى أن شهادتها في الشكوى الجنائية في أنقرة تعد “فصلا صغيرا” في رحلتها للوصول إلى العدالة.

وقالت: “من المهم لي أن أضمن العدالة ليس لعائشة نور فقط، بل لجميع الذين قتلوا على يد الجنود والمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية وقطاع غزة”.

وأضافت: “حين كنت في فلسطين، بقيت صامتة 6 أسابيع. وأدليت بإفادتي دون الكشف عن هويتي. لكني الآن خارج الضفة الغربية، وأنا مصممة على التحدث بصراحة”.

ولفتت أوسوليفان إلى أن الحديث مع المدعي العام في أنقرة كان فرصة للتحدث “بصراحة” عما حدث في 6 سبتمبر، عندما قُتلت نور على يد قناص إسرائيلي.

ثمن الحقيقة

وأشارت إلى أنها مع متطوعين آخرين شاركوا في حماية الأطفال الفلسطينيين أثناء ذهابهم إلى المدرسة بالضفة الغربية من هجمات المستوطنين الإسرائيليين ووقفوا إلى جانب الفلسطينيين في بساتين الزيتون.

وأكدت أوسوليفان أنهم كانوا “يحاولون إيصال الحقيقة للعالم أجمع”، وأنهم عازمون على جعل المجتمع الدولي يقول “كفى لموت الأطفال”.

وذكرت أنها التقت مؤخرا بأهل عائشة نور الذين كانوا حزينين جدا على فراق ابنتهم، مضيفة: “فقد الكثير من الآباء والأمهات الفلسطينيين أولادهم، تماما مثل والد عائشة نور”.

ما تفعله إسرائيل لا يغتفر

وذكرت الشاهدة الأسترالية بأن 93 شخصا، بينهم أطفال، قتلوا في هجوم نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مبنى مكون من 5 طوابق في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، في 29 أكتوبر الفائت.

وقالت: “لا يهمنا ما هي معتقدات الناس، ولا يهمنا دينهم، ما يهمنا هو حماية الأطفال”.

وشددت أوسوليفان على أن “تصرفات إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية لا تغتفر”.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة استشهاد 93 فلسطينيا، إضافة إلى فقدان أكثر من 40 آخرين، جراء قصف طائرات حربية إسرائيلية عمارة سكنية مكونة من 5 طوابق في بيت لاهيا، ضمن قصف غير مسبوق بدأه جيش الاحتلال في 5 أكتوبر الماضي على مناطق شمال القطاع.

وأوضحت أنها كانت شاهدة على عدة هجمات تعرض لها فلسطينيون خلال فترة وجودها بالضفة الغربية.

وأضافت: “حملت بين ذراعي طفلا يبلغ من العمر 4 سنوات، وكان يرتجف عندما رأى جنديا إسرائيليا”.

كما كانت الناشطة الأسترالية شاهدة على استشهاد فتاة فلسطينية عمرها 13 عاما، قتلها قناص إسرائيلي أثناء لعبها في المنزل مع أشقائها، وشبَّهت مقتلها بمقتل صديقتها عائشة نور.

وأوضحت أوسوليفان أن هناك العديد من جرائم القتل المماثلة في الضفة الغربية وغزة، موكدة أن “هذا ما يحتاج العالم إلى فهمه”.

محاكمة المجرمين

وأعربت عن يقينها بأن “المسؤولين الإسرائيليين سيحاكمون عاجلا أم آجلا على جرائم الحرب التي ارتكبوها ضد المدنيين في فلسطين ولبنان”.

وأردفت: “العالم كله يعرف الحقيقة ولا يمكننا إنكارها. وقد يفلتون (الإسرائيليون) من الملاحقة القضائية لبعض الوقت. ولكن في النهاية سيُسجل أنهم على الجانب الخطأ من التاريخ”.

وتابعت: “يجب على العالم أن يرفع صوته ضد هذه الجرائم ويتوقف عن إرسال الأسلحة إلى مجرمي الحرب هؤلاء”.

جدير بالذكر أن التركية عائشة نور كانت ناشطة في مجال حقوق الإنسان ومتطوعة في حركة التضامن الدولية، التي تدعم الفلسطينيين من خلال الأساليب السلمية والمدنية ضد احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.

وبدعم أمريكي، تشن دولة الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 145 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وبالتوازي مع ذلك، صعّد الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة، كما وسّع المستوطنون اعتداءاتهم ما أسفر عن 767 شهيدا ونحو 6 آلاف و300 جريح، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل