كاينابريس – وكالات
وصفت وكالة الأنباء البرازيلية (Agência Brasil) الطريقة التي استشهد بها رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” وقائد “طوفان الأقصى”، يحيى السنوار، بأنها “تعزز نفوذ الحركة الإسلامية، وتجعله رمزًا للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وللقضية الفلسطينية”.
وأضافت الوكالة الحكومية، في تقرير لها اليوم الاثنين، أنه وفقًا لما يؤكده خبراء استشارتهم، فإن “استشهاد السنوار في خضم معركة بين حماس والقوات الإسرائيلية التي دارت في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، يوم الخميس، يدحض الرواية الإسرائيلية التي تقول: إن القيادة كانت تعيش مختبئة في الأنفاق، أو في رفاهية في المنفى”.
ونقلت الوكالة البرازيلية الرسمية عن أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة البابوية الكاثوليكية، رشمي سينغ، قولها إن “الطريقة التي عُثر عليه، وقتل بها أظهرت أنه كان يقاتل في الخطوط الأمامية، وفي ساحة المعركة، وهو ما لم يجعله فقط شهيدًا، بل قوة تعبئة لحماس ولغيرها من الفصائل”. وتابعت: “يكفي أن نرى كيف انتشرت صورته بزيه القتالي والكوفية، مع يده المصابة على الإنترنت، لقد تحول إلى رمز”.
وأضافت سينغ، وهي مؤلفة كتاب “حماس والإرهاب: مناهج متعددة الأسباب والمستويات”، أن “استشهاد السنوار يُعد خسارة كبيرة للتنظيم، لكنه لا يمثل بالضرورة إضعافًا للحركة”.
وأكدت سينغ أن “حماس فقدت العديد من قياداتها البارزة خلال الثلاثين عامًا الماضية، وفي كل مرة لم تكتفِ بالنجاة من الخسارة، بل سرعان ما عوضت القيادة من بين أعضائها، إذ إن هيكل حماس يسمح لها بالعمل في وحدات وخلايا، مما يجعلها قادرة على مقاومة ضغوط الاغتيالات”.
وأكدت وكالة الأنباء البرازيلية، أن “الصور التي نشرتها إسرائيل للسنوار، بينما كان لا يزال على قيد الحياة، ومغطى بالغبار داخل مبنى شبه مدمر، انتشرت عالميًا وأصبحت في مقدمة الأخبار والتداول”.
كما نقلت عن الباحث في العلوم الاجتماعية والمتخصص في العلاقات الدولية، مارسيلو بوزيتو، قوله إن “تأثير المشهد على الفلسطينيين سيعزز دور الجماعات المسلحة مثل حماس”.
مضيفًا لوكالة الأنباء البرازيلية، أن “السنوار سيكون مثالاً يُحتذى به، لأن هؤلاء المقاتلين اتخذوا خيارًا سياسيًا بعدم الذهاب إلى المنفى والبقاء في الأراضي للقتال”.
وشدد بوزيتو، وهو مؤلف كتاب “القضية الفلسطينية؛ الحرب، السياسة، والعلاقات الدولية”، على أن “هذه القصة ستُروى، وسيتضاعف عدد المقاتلين المناهضين للاستعمار في جميع أنحاء العالم العربي، وفي العالم الإسلامي بأسره، فالصورة التي انتشرت للسنوار ذات دلالة رمزية كبيرة”.
وخلصت الوكالة في تقريرها إلى التأكيد على أن “الاحتلال الإسرائيلي هو الذي أتاح ظهور حماس، وحتى يتغير ذلك، فإن حماس وغيرها من فصائل المقاومة لن تختفي”.
وكان اتحاد المؤسسات العربية الفلسطينية في البرازيل (فيبال) قد نعى السنوار، مؤكدًا أنه “بينما سيخرج الجبناء، مثل نتنياهو وشركائه في الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، من المستنقع الذي يختبئون فيه مباشرة إلى مزبلة التاريخ، سيُتَذَكَّر السنوار كشَهيد وبطل للشعب الفلسطيني، إلى جانب شخصيات مثل ياسر عرفات والشيخ عز الدين القسام، وكل من يرفضون العيش تحت نير الاستعمار والإبادة الجماعية والعنصرية والتطهير العرقي الذي تمثله إسرائيل في فلسطين”.
ونعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الجمعة الماضية، رئيس مكتبها السياسي الشهيد يحيى السنوار “الذي ارتقى بطلاً شهيداً، مقبلاً غير مُدبر، مشتبكًا ومواجهاً لجيش الاحتلال في مقدمة الصفوف، مدافعًا عن أرض فلسطين ومقدساتها، ومُلهماً في إشعال روح الصمود والصبر والرباط والمقاومة”.
واستشهد السنوار في منطقة “تل السلطان” في رفح جنوب غزة، الأربعاء الماضي، بعد مواجهات مسلحة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، استخدمت فيها الطائرات بدون طيار وسلاح المدفعية.