أمريكا تبدأ شن ضربات انتقامية على أهداف مرتبطة بإيران في العراق وسوريا

كاينابريس3 فبراير 2024
أمريكا تبدأ شن ضربات انتقامية على أهداف مرتبطة بإيران في العراق وسوريا

كاينابريس – متابعات

شنت الولايات المتحدة غارات جوية الجمعة في العراق وسوريا على أكثر من 85 هدفا مرتبطا بالحرس الثوري الإيراني والفصائل التي يدعمها وذلك ردا على الهجوم الذي وقع في الأردن مطلع الأسبوع الماضي وأدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.

ويُعتقد بأن الضربات، التي شملت استخدام قاذفات بي-1 بعيدة المدى التي انطلقت من الولايات المتحدة، ليست سوى موجة أولى من رد إدارة الرئيس جو بايدن على الهجوم الذي نفذه مسلحون مدعومون من إيران.

ويُتوقع تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية الأمريكية في الأيام المقبلة.

ولم تستهدف الضربات الأمريكية أي مواقع داخل إيران، لكنها تنذر بمزيد من التصعيد في الصراع الدائر بالشرق الأوسط نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.

وقال الجيش الأمريكي في بيان إن القصف أصاب أهدافا تشمل مراكز قيادة وتحكم ومنشآت لتخزين صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة وكذلك منشآت للوجستيات وسلاسل إمداد ذخيرة.

وأضاف الجيش أن الضربات أصابت أكثر من 85 هدفا في سبعة مواقع، أربعة في سوريا وثلاثة في العراق،

واستهدفت الضربات فيلق القدس، الجناح المسؤول عن العمليات الخارجية والذراع شبه العسكرية للحرس الثوري الإيراني الذي له نفوذ قوي على الفصائل المسلحة المتحالفة معه في أنحاء بالشرق الأوسط بما في ذلك لبنان والعراق واليمن وسوريا.

وقال اللفتنانت جنرال دوجلاس سيمز، مدير العمليات بهيئة الأركان الأمريكية المشتركة إن الضربات كانت ناجحة على ما يبدو وأدت إلى انفجارات ثانوية كبيرة عندما أصاب القصف أسلحة الفصائل، ولكن لم يتضح ما إذا كان أي مسلحين قتلوا.

وقالت وزارة الدفاع السورية إن “العدوان الجوي السافر” الذي شنته القوات الأمريكية أدى إلى مقتل عدد من المدنيين والجنود وإصابة آخرين وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.

وأضافت الوزارة في بيان اليوم السبت “احتلال القوات الأمريكية لأجزاء من الأراضي السورية لا يمكن أن يستمر، وأن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تؤكد استمرارها في حربها ضد الإرهاب حتى القضاء عليه وعزمها على تحرير كامل الأراضي السورية من كل إرهاب واحتلال”.

وقال سيمز إن الضربات نُفذت مع العلم أنه من المحتمل سقوط قتلى بين الموجودين في المنشآت.

وأضاف أن الطقس كان عاملا أساسيا في توقيت العملية.

وقال الجيش العراقي إن الغارات استهدفت مناطق حدودية عراقية، وحذر من أنها قد تشعل عدم الاستقرار في المنطقة.

وذكر المتحدث باسم الجيش العراقي يحيى رسول في بيان “هذه الضربات تعد خرقا للسيادة العراقية وتقويضا لجهود الحكومة العراقية وتهديدا يجر العراق والمنطقة إلى ما لا يحمد عقباه ونتائجه ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة”.

ولم يصدر رد علني حتى الآن من طهران. ووصف التلفزيون الرسمي الإيراني، في تقريره عن الغارات، الأمريكيين بأنهم قوى إرهابية.

* المزيد من الضربات المتوقعة

كان هجوم الأردن هو أول هجوم يسقط فيه قتلى في صفوف القوات الأمريكية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر تشرين الأول.

وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن الولايات المتحدة قدرت أن الطائرة المسيرة التي قتلت الجنود الثلاثة وأصابت أكثر من 40 شخصا إيرانية الصنع.

وقال بايدن في بيان “ردنا بدأ اليوم وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها”. وفي وقت سابق يوم الجمعة حضر بايدن وقادة في وزارة الدفاع مراسم وصول رفات الجنود الأمريكيين الثلاثة إلى قاعدة دوفر للقوات الجوية في ديلاوير.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن بايدن أصدر تعليمات بالمزيد من التحرك ضد الحرس الثوري الإيراني والجماعات المرتبطة به.

وأضاف “هذه بداية ردنا”.

لكن وزارة الدفاع قالت إنها لا تريد حربا مع إيران ولا تعتقد أن طهران تريد حربا كذلك، على الرغم من تزايد ضغوط الجمهوريين على بايدن لتنفيذ ضربة مباشرة على إيران.

وقال أوستن “لا نريد صراعا في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر لكن الرئيس وأنا لن نتهاون مع أي هجمات على القوات الأمريكية”.

وانتقد روجر ويكر كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بايدن لتقاعسه عن تكبيد إيران خسائر كبيرة بما يكفي والتأخر كثيرا في الرد.

وقال “أمضت إدارة بايدن ما يقرب من أسبوع في إبلاغ خصومنا بنوايا الولايات المتحدة بحماقة، مما منحهم الوقت للانتقال والاختباء”.

وقبل الضربات الانتقامية يوم الجمعة، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن إيران لن تبدأ حربا لكنها “سترد بقوة” على أي أحد يحاول الاستئساد عليها.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن إدارة بايدن لم تتواصل مع إيران منذ هجوم الأردن.

ويساعد المستشارون الإيرانيون الجماعات المسلحة في كل من العراق، حيث تنشر الولايات المتحدة نحو 2500 جندي، وفي سوريا، حيث يوجد 900 جندي أمريكي.

وتعرضت القوات الأمريكية لأكثر من 160 هجوما في العراق وسوريا والأردن منذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل وتسبب في مقتل 1200 شخص وفقا للإحصاءات الإسرائيلية والذي أشعل الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

ووفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة قتل ما لا يقل عن 27131 فلسطينيا وأصيب 66287 في الهجوم الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.

ويطلق الحوثيون في اليمن طائرات مسيرةوصواريخ على سفن في البحر الأحمر فيما يقولون إنه دعم للفلسطينيين ضد إسرائيل.

واتفقت بغداد وواشنطن على تشكيل لجنة لبدء محادثات بخصوص مستقبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق بهدف وضع إطار زمني لانسحاب القوات على مراحل وإنهاء التحالف الذي تقوده واشنطن لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال كيربي إنه تم إبلاغ الحكومة العراقية قبل شن الضربات الجوية.

وأعلنت كتائب حزب الله العراقية، التي تتهمها الولايات المتحدة بالمسؤولية عن هجوم الأردن، يوم الثلاثاء أنها ستعلق هجماتها على القوات الأمريكية.

لكن جماعة أخرى مدعومة من إيران هي حركة النجباء ذكرت أنها ستواصل شن الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة لحين انتهاء الحرب في غزة وخروج القوات الأمريكية من العراق.

(رويترز)

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل