المشي في الطبيعة.. صحة للجسد وغذاء للروح

كاينابريس14 يونيو 2024
أهمية ممارسة الرياضة بشكل يومي

كاينابريس – متابعات

لم تعد منافع المشي، وخاصة التجول في الطبيعية، موضع شك، لما لممارسته من أثر على تحسين الحالة البدنية والعقلية، دون الحديث عن تعزيزه للثقة بالنفس.

فالاتصال مباشرة بالشمس أو الهواء أو الأرض أو البحر، أو ببساطة بكل مكونات الطبيعة، يعزز حل المشكلات بطريقة أكثر إبداعا، ويسمح بالتركيز، ويحفز الذكاء.

وأصبح التجول في الطبيعة، سيرا على الأقدام أو على متن دراجة هوائية، ممارسة شائعة وبشكل متزايد في المغرب، لاسيما بين سكان المدن الذين يسعون إلى استخلاص المتعة والراحة من الإمكانات الطبيعية التي تزخر بها البلاد، وذلك بفضل التنوع الرائع للحياة البرية والغطاء النباتي.

وتوفر المملكة، بفضل منتزهاتها وأراضيها الرطبة البالغ عددها 300 منطقة، 38 منها معترف بها على أنها ذات أهمية دولية، لهواة المسارات والرحلات بين أحضان الطبيعة تجربة فريدة من نوعها، على طول مسالك تتوزع بين جبال ومرتفعات الأطلس المهيبة والصحاري الشاسعة، مروراً بالسواحل الأطلسية والمتوسطية وبالمروج والواحات الخضراء.

في هذا السياق، يرى فيصل طهاري، وهو أخصائي نفسي إكلينكي و معالج نفسي، أن “الاتصال بالطبيعة والشمس والرياح والبحر كان دائما مفيدا للإنسان”.

ويرى الدكتور طهاري أن “نمط الحياة الصعب يجب أن يكون بالضرورة مصحوبا بفترات استراحة في الفضاءات الخضراء”.

ويفيد بأن التجول في الطبيعة خلال هذا الفصل يسمح للفرد بتقدير روعة الطبيعة واستكشاف أسرارها وسكونها وألوانها وعبقها.

وشدد على أن هذا النوع الجامع بين الرياضة والترفيه يساعد إلى حد كبير المرضى، خاصة من يعانون من مشاكل الصحة العقلية والنفسية، حيث ينصح في هذا الصدد بالمشي يوميا لمدة نصف ساعة لتقليل التوتر والقلق.

ومع استشعار الطلب على هذا التوجه العلاجي في وقت مبكر جدا، تخصص عدد من المرشدين في التجول في الطبيعة، مقترحين جولات للمشي لفائدة ساكنة المدينة، كمنطقة بنسليمان المتواجدة على بعد 90 دقيقة من الرباط.

إنه حال عزيز الصحراوي، العضو بتعاونية في جماعة عين القصب، التي توفر المأوى والمأكل وأنشطة أخرى مصممة خصيصا للمقاولات، منها تدريبات على الاندماج أو حصص لبناء روح الفريق.

ويوضح عزيز أن “برنامج التجول بين أحضان الطبيعة ليوم واحد يشمل المشي لمسافة من 6 إلى 14 كلم في غابة بنسليمان وضواحيها، ووجبتي إفطار  وغداء بلدي، وذلك في أجواء مغربية خالصة”.

وعلى مستوى الأسعار، يكشف المتحدث ذاته أن جولة من هذا الصنف تكلف 75 درهما للأطفال و150 درهماً للكبار، مؤكدا أن المغامرة تتيح للشخص اكتشاف ما تختزنه المنطقة والاستمتاع بالهدوء والسكينة.

وبينما تتكاثر أمراض العصر تحت مسميات عديدة يفرضها تأثير التحضر المنتشر وأنماط الحياة المتغيرة (الإجهاد، والقلق، ومرض الأعصاب، والاكتئاب، والإرهاق، وما إلى ذلك)، فإن التجول بين أحضان الطبيعة والتأمل في صنع الخالق -سبحانه- يبدو كخلاص من تلك الأمراض لما له من فضائل نفسية، حيث يساعد على السكينة المرغوبة للجسد والروح معا.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل