
أدرك غير المسلمين خطورة الاختلاط في التعليم، طبعا ليس مراعاة للأخلاق فليس لهم فيها شأن، ولكن علموا أن ما يصح للذكر لا يصلح للأثنى، وتعليم الفتاة بجانب الولد ضياع للوقت وإهدار للقدرات.
ووضعوا دراسات كثيرة بينوا فيها الفروق التعليمية بين الذكر والأثنى. ومن أشهر هذه الدراسات هي لليونارد ساكس، وله فيها كتاب (Why Gender Matters). بين فيه الفروق بين الذكر والأنثى ووجوب الفصل بينهما في التعليم، بل ان نبرة الأستاذ الموجهة للولد لا تصلح للفتاة!
سيطير عقلك إذا علمت بوجود أكثر من 50 جامعة غير مختلطة في أمريكا، خاصة بالنساء فقط! وبها تخصصات كثيرة جدا، ولهذه الجامعات تحالف يسمى (Women’s College Coalition). ويمكنك التأكد من موقعهم. وهذه قائمة بأسماء الجاماعات غير المختلطة في أمريكا (http://bit.ly/2CwPIRq).
وهذا لا يختص بأمريكا بل في كوريا الجنوبة كجامعة (Ewha Womans UniversIty) وفي بريطانيا يوجد أكثر من 19 جامعة خاصة بالنساء منها (Bedford College). وفي الصين أكثر من 9 جامعات، وتوجد أيضا بكندا وأستراليا والفلبين..
وتوجد ثانويات خاصة بالأولاد في بريطانيا وأمريكا وغيرها من الدول الغربية، كثانوية (Epping Boys High School) في أستراليا، بل يوجد فيها 40 مدرسة وثانوية لا اختلاط فيهما، والعجيب أنها حكومية.
وفي بريطانيا مدرسة (Winterbourne Boys’ Academy) التي تستقبل الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات إلى 11 سنة وهي ممولة من الدولة، ولهذه المدارس اتحاد يسمى (IBSC) هذا موقعه (http://bit.ly/2B540sD) ستجد ما لا يمكن حصره من المدارس.
وللبنات أيضا مدارس وثانويات خاصة في أمريكا وبريطانيا كثانوية (Truro High School ) وهي خاصة بالفتيات فقط، وتجد لهم مقالا عجيبا يوضحون فيه سبب حصر المدرسة على الأناث دون الذكور. وأيضا (Withington Girls School) تستقبل الفتيات ما بين السن 7 و18، ولهم أيضا جمعية مشتركة يختصر اسمها في (GSA)، وستستغرب من عددها.
في المغرب لا توجد أي مدرسة خاصة بالذكور أو الإناث! مع أن القانون لا يمنع، ولا يوجب الاختلاط، لكن لا توجد مدارس من هذا النوع، لم؟!
لأن أصحاب الأموال في هذا البلد لا غيرة لهم على الدين ولا على أبناء المسلمين، ولا يضرهم اختلاط بناتهم بالرجال، وكيف يضرهم ودعاتهم يحضرون الأمسيات الشعرية المختلطة والدورات والاجتماعات.. كيف ينشؤون مدارس ويخوضون نقاشا مع العلمانيين وقد أوحى إليهم دعاتهم بأن النفقة تقتصر على بناء المسجد؟!
جوزتم للنساء دخول الجامعات المختلطة بدعوى الضرورة، فأي ضرورة في حضوركم الأمسيات والندوات..؟
وقد سمعت أحدهم في محاضرة مختلطة يلقي درسا سئل عن الصداقة بين الجنسين، لكن فوجئت عندما حرم الصداقة وجوز الزمالة! مع أن الصداقة سببها الزمالة.
كونك تعمل في جو مختلط لا يمنعك من قول كلمة الحق والتعبير عن عجزك، نعم قلها، أنت تختلط مضطرا، لكن لا تجوزه لانك تعمل في اختلاط، ولا تلبس “جبة الحكمة” وتطعن في من قال كلمة الحق وصدع بها ورفع المعرة عنه، فترميه بسهام التهور والتسرع وقلة العلم والعاطفة والحماس.. فإذا ثقل عليك الإنكار فلا تثبط غيرك، وصارح نفسك بعجزها، وإياك و”عمامة الحكمة” فتعظمها وترخي ذوائبها وتتزين بها لترمي أقواما بذلوا جهدا وخسروا الكثير إعلاءً للحق، فهلا اكتفيت بالدعاء لهم، واعترفت لنفسك التي بين جنبيك بالعجز؟