كاينابريس – عالم التقنية
إذا كنت في صراع بين محاولة أن تجعل أولادك مواكبين للتكنولوجيا، وحمايتهم من مخاطرها، لا تندهش إذا وجدت إجابتك عند صانعي التكنولوجيا أنفسهم، من رواد شركات التقنية الضخمة ورواد وادي السيليكون نفسه الذين يصنعون ما يحاولون حماية أولادهم منه.
اعترف كثير من حيتان التكنولوجيا أنهم يمنعون أولادهم من استخدام ما تصنعه شركاتهم من أجهزة ذكية، حيث يُحدد بعضهم عمر معين لاستخدام هذه المنتجات، ويحرم بعضهم الآخر أولادهم وأحفادهم من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، خوفًا من تأثيرها السلبي عليهم وخوفًا من ضررها برفع نسب الاكتئاب والانتحار لدى كل من يستخدمها بشكل متواصل لا ينقطع.
أدرك عملاق التكنولوجيا، صاحب أضخم شركات التقنية، مايكروسوفت التي جعلته أغنى رجل في العالم، أن أكثر البيئات الصحية لتربية الأطفال البيئة الخالية من التكنولوجيا
يتشارك حيتان التكنولوجيا في كثير من الصفات، من بينها العزيمة والقدرة على الثبات في المنافسة، إلا أنه من بين كل الصفات المتعلقة بمجال المنافسة في صناعة التكنولوجيا، يتشارك حيتان وادي السيليكون في شيء قد يبدو غريبًا للكثيرين، ألا وهو إيمانهم أن الأطفال يجب أن ينضجوا في بيئة خالية من التكنولوجيا.
رائد يصنع التكنولوجيا وأب يمنعها في المنزل
لا يجب أن يكون رائد التكنولوجيا في وادي السيليكون، مشجعًا للتكنولوجيا في المنزل، تنطبق هذه الحالة على بيل جيتس أغنى رواد وادي السيليكون ومن أغنى الرجال في العالم، صاحب ومدير شركة مايكروسوفت، الذي أدرك مدى خطورة المنتجات التي تصنعها شركته وشركات التكنولوجيا الأخرى على أدمغة الأطفال في عمر مبكر، ولهذا منع هو وزوجته أطفالهم من أن يكون لهم هاتف خاص بهم قبل عمر الرابعة عشر.
أدرك عملاق التكنولوجيا، صاحب أضخم شركات التقنية، مايكروسوفت، التي جعلته أغنى رجل في العالم، أن أكثر البيئات الصحية لتربية الأطفال هي البيئة الخالية من التكنولوجيا في عمر مبكر، بل وتحديد وقت في اليوم لا يُسمح فيه للأطفال بالتعامل مع أي جهاز ذكي، حينها يستطيعون أن ينالوا قسطًا مريحًا من النوم يسمح لهم بنمو صحي لخلايا الدماغ.
لا يسمح بيل جيتس بتناول الطعام بجوار أي جهاز إلكتروني حتى بعدما نضج أطفاله وتعدوا الرابعة عشر عامًا، حيث يعتبر من أكثر رواد التكنولوجيا اهتمامًا بصحة الأطفال، فيتربع الملياردير بملايين الدولارات لحماية وإنقاذ الأطفال في البلاد النامية والمدن الفقيرة.
ستيف جوبز لم يشتر منتجات آبل لأولاده
ربما تظن أن صاحب والمدير التنفيذي السابق لشركة “آبل” ستيف جوبز ربما يملك هو وعائلته أحدث المنتجات التي تنتجها الشركة، إلا أن في الواقع يتفق ستيف جوبز مع بيل جيتس في منع الأطفال من استخدام التكنولوجيا في عمر مبكر، حتى ولو كانت منتجات الشركة التي يرأسها نفسها، فإن كنت تظن أنك وحدك من يمنع طفلك من مشاهدة أفلام الكرتون على الآيباد فاعلم أن ستيف جوبز، صاحب الشركة، كان يفعل الشيء نفسه.
في حديث له قبل وفاته مع صحيفة “نيويورك تايمز” سأله المراسل الصحفي عن مدى حب أطفاله لجهاز الآيباد الجديد الذي أنتجته آبل، ليفاجئه جوبز بأن أطفاله لم يستخدموا الجهاز بعد، وذلك لأنه يفضل أن يعيش الأطفال في بيئة تكاد تخلو من التكنولوجيا في عمر مبكر.
شعر المراسل بخيبة الأمل وأخبر جوبز، كما هو وارد في التقرير، أن الناس تتخيل منزل ستيف جوبز عبارة عن منبع لكل المهووسين بالتكنولوجيا، إلا أن جوبز أجابه حينها بأن منزله لا يشبه إطلاقًا الصورة التي يتخيلها عنه الناس، فهو لا يفضل أن تكون البيئة التي تحيط بأولاده تسيطر عليها التكنولوجيا، حتى ولو كان هو نفسه أحد حيتان وادي السيليكون.
“كريس آندريسون”: الأجهزة الإلكترونية ممنوعة في غرف النوم!
لقد اتفق الكثير من رواد التكنولوجيا على الحد من استخدام أولادهم لها، منهم “كريس آندريسون” مدير تحرير جريدة “wierd” التكنولوجية السابق، وصاحب والمدير التنفيذية لشركة 3d robotics الخاصة بصناعة الطائرات دون طيار المعروفة بالـ”درونز” (Drones) الذي اتفق مع ستيف جوبز في منع الأطفال من استخدام التكنولوجيا حتى عمر مناسب يقرره الآباء.
يقول آندريسون في لقاء له إن زوجته وأولاده يتهمونه بأنه أب فاشي، وذلك لأنه في نظرهم متناقض، يشجع على تطور التكنولوجيا في عمله ويمنع أولاده من استخدامها، حيث لا يصدق الناس أن أولاده لا يحق لهم استخدام التكنولوجيا، وأن هذه القواعد لا تسرى على بقية الأطفال، فكيف يجب أن تسري على أطفال واحد من رواد التكنولوجيا، ولكنه يعقب على ذلك كونه رأى بنفسه المخاطر التي من شأن التكنولوجيا أن تصنعها، ولا يحب أن يراها تأذي أطفاله.
لذلك لا يسمح بانفراد أطفاله بأي من الأجهزة الذكية وهم في غرف نومهم أو في فراشهم قبل النوم، وهي قاعدة صارمة يحاول تطبيقها على الرغم من شكوى أولاده بأنها طريقة فاشية وغير منطقية كونه نفسه رائدًا من رواد التكنولوجيا.
يقول آندريسون في لقاء له إن زوجته وأولاده يتهمونه بأنه أب فاشي، وذلك لأنه في نظرهم متناقض، يشجع على تطور التكنولوجيا في عمله ويمنع أولاده من استخدامها
تيم كوك لا يسمح لأطفال العائلة باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي
تيم كوك المدير التنفيذي الحاليّ لشركة آبل، يقول في أحد لقاءاته إنه لم ينجب أطفالًا إلا أنه يضع بعض الحواجز على أطفال عائلته مثل ابن أخته الذي يحاول أن يمنعه من الاستخدام المتواصل للشبكات الاجتماعية، حيث يقول تيم كوك إن أجهزة آبل لم تُصنع من أجل الاستخدام الدائم بحسب ما ورد في كلامه مع صحيفة “الغارديان“.
على الرغم من أنه صاحب ومؤسس أكبر منصة يستخدمها المغردون للكتابة والتعبير عن آرائهم، فإن إيفان ويليامز لا يفضل القراءة من على مواقع التواصل الاجتماعي
لا يعتبر كوك أن استخدام منتجات آبل الدائم نجاحًا يستحق الشركة أن تفخر به، فهي لم تصنع للاستخدام الدائم غير المنقطع، حيث في رأيه لم يكن ذلك الهدف الذي تخرج من أجله منتجات آبل، إلا أن الشركة في عالم المبيعات لا تضع قيودًا على الفئات العمرية، ولكنها تحاول حماية خصوصية الأطفال، فلا يمكن لطفل تحت سن الثالثة عشر أن يُنشئ بريدًا إلكترونيًا “آيكلود” خاص به وحده دون إشراف عائلي.
صاحب تويتر يفضل القراءة من الكتب على مواقع التواصل الاجتماعي
على الرغم من أنه صاحب ومؤسس أكبر منصة يستخدمها المغردون للكتابة والتعبير عن آرائهم، فإن إيفان ويليامز لا يفضل القراءة من على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يقدرها كما يقدر القراءة من المكتبات الحقيقة أو الكتب.
يقول ويليامز في أحد لقاءاته إنه وزوجته لا يفضلون أن ينشأ أطفالهم معتمدين على القراءة الرقمية، ويمتلكون مخزونًا كبيرًا من الكتب يعتمدون عليهم في تدريب أولادهم على القراءة منه، لتكون الكتب أو المكتبات مصدرهم الأول للقراءة بدلًا من أن تكون منصات التواصل الاجتماعي بما فيها المنصة التي يملكها ويليامز وهي تويتر.
يكون كل طفل تحت سن العاشرة معرضًا بشكل كبير لتأثير التكنولوجيا السلبي على خلايا دماغه، هؤلاء الخمسة من عمالقة التكنولوجيا قرروا وضع حد لهذا من خلال تحديد مدة معينة لاستخدام هذه الأجهزة، أو حتى أيام معينة في الأسبوع لاستخدامها، فماذا عنك بعدما شاهدت أن عملاقة التكنولوجيا يحاولون الحد من استخدامها ليمنعوا تأثيرها السلبي على أولادهم؟ ماذا ستفعل أنت حيال أطفالك الذين يستخدمون نفس الأجهزة طوال اليوم منذ أن يفتحوا عيونهم في الصباح وحتى يناموا ليلًا؟
(نون بوست)