كاينابريس – متابعات
تفاعل الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني إبراهيم حمامي مع ما حدث بالعاصمة الهولندية أمستردام، أمس الخميس، من اشتباكات وأعمال عنف، حيث لجأ مشجعو نادي مكابي تل أبيب لكرة القدم إلى تخريب الممتلكات والاعتداء على شبان يحملون العلم الفلسطيني، ما دفع بهؤلاء إلى الدفاع عن أنفسهم.
وكتب الدكتور حمامي على حسابه بمنصة إكس مقالا عدّد فيه ما قال إنها حقائق تفند الرواية التي روجها الاحتلال عما جرى، وتؤكد أن المشجعين الإسرائيليين هم من بدأ بالتخريب والاعتداء.
وفي ما يلي نص ما كتب د. حمامي:
من متابعة الأحداث من جميع الأطراف، ومن مشاهدة التوثيقات المرئية والصوتية، وتفنيداً للرواية الإسرائيلية المكذوبة تماماً، يمكن توضيح الحقائق التالية:
1. الأحداث لم تبدأ ليلة أمس، بل الليلة التي سبقتها (الأربعاء) حيث قام الهمج والغوغاء من مشجعي فريق مكابي تل أبيب (عدد كبير منهم جنود وجنود احتياط بحسب المواقع العبرية نفسها) بالسير في شوارع اسمتردام مرددين الهتافات العنصرية والألفاظ النابية ضد العرب والمسلمين، وإلصاق الملصقات في الشوارع والطرق التي تمجد الاحتلال.
2. من ضمن الهتافات “الموت للعرب”، و”لا يوجد مدارس في غزة لأنه لم يبق أطفال في غزة”، و”**** فلسطين”.
3. في المباراة نفسها وبعد طلب المنظمون الصمت دقيقة حداداً على ضحايا الفيضانات في إسبانيا، رفض الهمج والرعاع من الاسرائيليين ذلك وقاوموا بالتصفيق والتصفير وإطلاق الألعاب النارية بشكل غوغائي لأن إسبانيا أوقفت شحنتي أسلحة للاحتلال.
4. بعد خسارة فريق مكابي تل أبيب أمام أياكس أمستردام بنتيجة ثقيلة (5-0) نزل الغوغاء مرة أخرى لشوارع أمستردام ولساحة الدام الرئيسية في تكرار لليلة السابقة لكن هذه المرة مع تمزيق الأعلام الفلسطينية المرفوعة على منازل في أمستردام ومهاجمة سائقي سيارات الأجرة من المسلمين.
5. للتوضيح لم تتدخل الشرطة الهولندية في الليلتين ولم يتم إيقاف أو اعتقال أي همجي أو غوغائي أو مجرم، وعددهم حوالي 3000 همجي.
6. تدخل أصحاب المنازل وسائقي سيارات الأجرة وأقاربهم وأصدقاءهم لوقف الأعمال التي تحولت من غوغائية إلى إجرامية بحتة في غياب السلطات الأمنية الهولندية، لحماية أنفسهم والدفاع عن ممتلكاتهم.
7. بعد أن مالت الكفة ضد الغوغاء والهمج والمجرمين من مشجعي فريق مكابي تل أبيب ولصالح أهل البلد في هولندا بدأ نتنياهو وأعضاء حكومته الفاشية والمعارضة لديهم بالعويل والحديث عن مجزرة في شوارع امستردام في محاولة مكشوفة جداً لتحويل المجرمين لضحايا.
8. استكمالاً لرواية الضحية المكذوبة، أعلنت حكومة الاحتلال الفاشية عن إرسال طائرات إنقاذ وفرق أمنية بشكل فوري لهولندا “لإنقاذ ضحاياهم من العنف الإسلامي”، هولندا رفضت استقبال الفرق العسكرية فتراجع الاحتلال عن ذلك.
9. عندها فقط تدخلت السلطات الأمنية الهولندية واعتقلت العشرات من طرف واحد فقط -ليس الغوغاء والهمج الذين عاثوا فساداً بطبيعة الحال- للسيطرة على الأوضاع.
10. ما زالت سلطات الاحتلال الفاشية تروج لروايتها البائسة، التي التقطها السياسي الهولندي العنصري والمعادي للإسلام خِيرت فيلدرز ليرغي ويزبد ويكرر عنصريته المقيتة، ليكتب على منصة إكس: “مذبحة في الشوارع والمسلمون الذين يحملون الأعلام الفلسطينية يطاردون اليهود.. لقد أصبحنا غزة أوروبا”.
11. بعد ظهور الفيديوهات والأدلة التي تنسف روايتهم تماماً، تحول الأمر برمته وكالعادة لمعاداة السامية والإرهاب، حيث أصدر مكتب نتياهو التالي: “تبذل دولة إسرائيل قصارى جهدها لضمان سلامة وأمن مواطنيها الذين تعرضوا لهجوم وحشي في الحادث المروع المعادي للسامية في أمستردام”.
12. أما وزير الخارجية الجديد جدعون ساعر فقد أصدر التالي قبل توجهه لأمستردام: “الهجمات الإرهابية الهمجية والمعادية للسامية المروعة هي بمثابة نداء صحوة عاجل لأوروبا والعالم”.
13. بحسب الإعلام العبري فقد الاتصال مع 7 إسرائيليين في أمستردام، وتشير التقديرات إلى أن هناك حوالي 20 جريحاً في الأحداث.
14. طبعا وكالعادة قفز شريك الاحتلال في كل جريمة: سفير الولايات المتحدة لدى الاحتلال، جاك لوي يصرح: “ندين الهجمات ضد الإسرائيليين في أمستردام، ونتمنى الشفاء التام للجرحى”.
15. في تطور لافت نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن الشرطة الهولندية قولها: “نفحص بلاغات عن احتمال وجود رهائن في مواجهات العاصمة”.
16. لم تكن الأحداث على الإطلاق ذات خلفية دينية أو سامية أو غيرها كما يحاولون الترويج، وهي الرواية التي يلجأون إليها كل مرة عند انفضاح أكاذيبهم، بالمختصر: مشجعون عربدوا وعاثوا فسادا وهاجموا ممتلكات، وآخرون تصدوا لهم.
أخيراً أعيد التأكيد أن ما سبق موثق تماماً صوتاً وصورة وتقارير إعلامية وبيانات رسمية.