كيف تشكل عملية الخليل المزدوجة انعطافة بارزة وتحديا كبيرا للاحتلال؟

كاينابريس31 أغسطس 2024
كيف تشكل عملية الخليل المزدوجة انعطافة بارزة وتحديا كبيرا للاحتلال؟

كاينابريس – وكالات

رأى عدد من المتابعين والمحللين السياسيين الفلسطينيين، أن عملية الخليل المزدوجة التي وقعت في وقت متأخر من ليل أمس الجمعة، تعتبر انعطافة وتحولا كبيرا في العمل المقاوم الفلسطيني، من حيث التوقيت والمكان، مؤكدين أنها ستحمل كثيراً من المتغيرات المستقبلية على صعيد طبيعة الصراع وشكله مع الاحتلال.

وعد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني سليمان بشارات، عملية الخليل “تحولا وانعطافة في العمل المقاوم الفلسطيني، فبعد أن كانت حالة المقاومة متركزة في مناطق شمال الضفة الغربية، نجدها الآن تنطلق وبهذا الشكل في مناطق الجنوب”.

وقال بشارات، وفقا لـ”قدس برس”، إن هذه العملية تحمل دلالات ومؤشرات تتعلق بالشكل وطبيعة التحول “بمعنى آخر، فإن عودة السيارات المفخخة، يعني أن إسرائيل الآن أمام تحد كبير وخطير، فهذه المرة الأولى التي تعود الأمور فيها بهذا الشكل منذ سنوات طويلة”.

وأردف يقول “صحيح أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يتحدث عن عمليات لم تحقق أهدافاً أو كما يطلق عليها بالفاشلة، لكن هذا لا يعني أنها قد تتحول في لحظة معينة إلى عمليات ناجحة، ومن ثم تسبب ما لم يرغب فيه الاحتلال الإسرائيلي”.

ويرى بشارات أن “خطورة هذه العملية أيضا تكمن بكونها ليست عمليات فردية، بل منظمة ومدروسة؛ وهذا يعني وجود بنى تحتية وهيكلية تنظيمية، ومن ثم نحن نتحدث عن إمكانية أن يكون هناك عودة إلى العمل العسكري في الضفة الغربية من قبل المقاومة الفلسطينية، بشكل أكثر تنظيماً وقوة وحضورا” على حد تقديره.

وأعرب المحلل السياسي الفلسطيني، عن اعتقاده أنه “من شأن مثل هذه العملية أن تضرب المنظومة الأمنية والاستخباراتية والإسرائيلية بمقتل، ويجعلها تشعر بخيبة أمل، كونها جاءت بعد سنوات ظن خلالها الاحتلال أنه أنهى زمن العمليات التفجيرية والاستشهادية”.

من جانبه رأى الكاتب السياسي والمتابع للإعلام الإسرائيلي ياسر مناع، أن “هذه العمليات تزيد الضغط على إسرائيل، وتساهم في استنزافها، إذ تمثل جبهة جديدة خارج غزة والشمال، كما تُبرز فشل المنظومة الأمنية التي تعتمد إلى حد بعيد على نظام الإنذار”.

وأشار مناع  إلى أنه “شهدنا في كلا الحدثين، عتصيون بالأمس، وتل أبيب قبل أسبوعين تقريبا، غيابًا للإنذار، مما يشير إلى فشل محاولات إعادة بناء نظرية الأمن”.

وتساءل مناع “أمام ما جرى ويجري، هل تدفع هذه الأحداث نحو وقف الحرب أم نحو مزيد من التصعيد؟، وأنا شخصياً أعتقد أن هناك تيارًا متزايدًا في إسرائيل يدعو إلى إبادة الفلسطينيين بجميع جوانب حياتهم والعمل على طردهم، مما يعني أن هذه الأحداث قد تؤدي إلى تصعيد العنف الاستعماري وتوسيع دائرة المواجهة”.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أكدت إصابة قائد لواء مستوطنة “غوش عتصيون” وجندي وعدد من المستوطنين، إثر عملية مزدوجة استهدفت مستوطنتين بالضفة الغربية، في وقت متأخر من ليل الجمعة.

ووقع انفجار عند مفرق “غوش عتصيون”، المستوطنة الواقعة شمال الخليل جنوبي الضفة الغربية، أعقبه هجوم على مدخل مستوطنة “كرمي تسور” القريبة.

وأبلغت “الهيئة العامة للشؤون المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية، وزارة الصحة باستشهاد الشابين محمد إحسان ياقين مرقة وزهدي نضال أبو عفيفة برصاص الاحتلال شمال الخليل الليلة الماضية.

وقد استشهد أحدهما بعد تفجير سيارة في محطة محروقات بمستوطنة “غوش عتصيون”، وإطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال، فيما استشهد الثاني بعد إطلاق النار عليه على مدخل مستوطنة “كرمي تسور” من قبل جنود الاحتلال وانفجار السيارة التي كان يستقلها.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل