كاينابريس – متابعات
انتقد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أمس الأحد، ما جاء في مذكرة المجلس الوطني لحقوق الإنسان بشأن إصلاح مدونة الأسرة، مؤكدا أنها مذكرة تناقض تعاليم الدين ونصوص الدستور وما دعا إليه الملك.
وأضاف أن المواطنين المغاربة أكدوا في عدة استطلاعات للرأي، حول المقترحات والتغييرات المطروحة لتعديل المدونة، تشبثهم بضرورة عدم خروج أي إصلاحات عن المرجعية الإسلامية.
وقال بنكيران في كلمته خلال مهرجان حزبه حول إصلاح مدونة الأسرة، إن “حزبي الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، بعد اختلافات طويلة بينهما، قررا الاتفاق حول موضوع إصلاح المدونة، وشرعا في عقد الاجتماعات”، وتوجه إلى قائدي الحزبين، إدريس لشكر ونبيل بنعبد الله قائلا: “ردو البال بينكم وبين الله، سأحترمكم إذا قلتم للمغاربة مابغيناش القرآن والمذهب المالكي، وإن كنتم تقولون هذا الأمر بطريقة مغلفة، حينما تتحدثون عن “المحافظة”، وهذا كتاب الله تريدون تغيير أحكامه، والمجتمع لا يتفق على ذلك، فأين الديمقراطية؟!”.
وأشار زعيم “البيجيدي” إلى كون وزير العدل عبد اللطيف وهبي “جمع النساء وقال لهن إن إصلاح المدونة سيكون محافظا، لأنكم لم تساندوني، وهذا تأجيج من عضو في اللجنة عليه واجب التحفظ”.
كما تطرق بنكيران إلى موضوع زواج القاصرات، مؤكدا أن تجريمه قد يؤدي إلى عدة نتائج سلبية، ومعتبرا أن التحجج بأن تزويج القاصرات يحرمهن من التعليم هو حجة واهية، لأن الأرقام المتوفرة تؤكد أن نسبة كبيرة من حالات زواج القاصرات تقع في العالم القروي حيث هن منقطعات عن الدراسة أصلا، علما أن نسبة زواج القاصرات في المجموع الكلي للزيجات هي نسبة ضئيلة جدا.
وفي موضوع الإجهاض والدعوة إلى رفع التجريم عنه قال بنكيران إن من ينادون بإباحته “مجرمون وقتلة، لأن الجنين من حقه أن يولد، ويجب ألا نتخلى عن المرأة في هذه الحالة”.
كما تحدث بنكيران عن المساواة في الإرث، معتبرا أنها ستؤدي إلى تفكك الأسر وزرع خلافات وقطيعة بين الإخوة، وإلى تزايد حالات الطلاق، مشيرا في ذات الصدد إلى أن مدونة 2004 تسببت في ارتفاع الطلاق بنسبة مرعبة بسبب أن الطلاق بات من حق الطرفين.
وأشار إلى أن العنف ضد المرأة في أوروبا ودول أخرى أكثر من المغرب، وأن الإصلاحات التي تسعى بعض الأطراف هنا إلى اعتمادها في تعديل المدونة تسببت في عدة مشاكل بدول سبق أن طبقتها.
وأضاف بنكيران أن إصلاح المدونة ينبغي أن يرتكز على المرجعية الإسلامية، داعيا إلى إطلاق استفتاء شعبي حول هذا الأمر، وقال إن على الشعب المغربي أن يتحرك اليوم، و”إذا كان خاصنا نديرو مسيرة مليونية فنحن مستعدون لها مرة أخرى”.
يُذكَر أن الملك محمد السادس كان قد عين لجنة للتقدم باقتراحات حول إصلاح مدونة الأسرة، وتعرضت اللجنة لانتقادات شديدة من المحافظين الداعين إلى اعتماد دين المغاربة في القوانين المزمع إدراجها في النسخة المرتقبة من المدونة، مؤكدين أن أغلب أعضاء اللجنة لهم توجهات علمانية ومساعٍ لإقصاء كل تعاليم الإسلام من مدونة الأسرة.
