كاينابريس – متابعات
نشر الباحث الإسرائيلي إليعادر بن دافيد تقريراً في صحيفة “يسرائيل هيوم”، أوضح فيه أن معدل اعتناق الإسلام يزداد في أمريكا منذ طوفان الأقصى، بمعدلات غير مسبوقة.
واستهل بن دافيد تقريره بالتأكيد على أن حرب “السيوف الحديدية” أشعلت خطابًا معادٍ للصهيونية بين العديد من المسلمين في الغرب، بشكل غير مسبوق.
وأضاف: ”وكجزء من التحريض ضد إسرائيل، رفض العديد من الزعماء الدينيين التنديد صراحة بالأعمال التي ترتكبها حماس، مقابل التركيز على معاناة الفلسطينيين وضحايا الحرب في غزة”.
وقال بن دافيد :”إن الواقع الذي يتعزز فيه الإسلام ليس جديدا، فمنذ هجمات 11 سبتمبر، بدأت أجزاء كثيرة من الجالية المسلمة الأمريكية في تعظيم قوتها الاجتماعية والسياسية والإعلامية، من أجل حماية أنفسهم من الهجمات التي تٌشن ضدهم”.
طوفان الأقصى
وأضاف: “خلافاً للعمليات العسكرية السابقة في غزة، والتي أدت إلى زيادة الخطاب المناهض لإسرائيل بين المسلمين في أمريكا، فإن السابع من أكتوبر يشكل نقطة تحول قد تعزز مكانة الإسلام في الولايات المتحدة، وذلك لعدة أسباب رئيسية، أهمها: كشف الخطاب السائد بين الجالية الإسلامية بشأن الانتخابات المقبلة عن توجيه انتقادات لإدارة بايدن بسبب دعمها لإسرائيل، وهو واقع من شأنه أن يهدد ولاية أخرى للرئيس الحالي”، وأشار بن دافيد إلى أنه رغم أن القوة التصويتية للمسلمين في أمريكا صغيرة نسبيا، فإن موقعهم ونفوذهم في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان، وبنسلفانيا، وجورجيا، قد يعزز من نفوذ أصواتهم في الانتخابات الرئاسية.
وقال الباحث الإسرائيلي: ”علاوة على ذلك، فمنذ تدخل الجيش الأمريكي في المظاهرات الطلابية خلال حرب فيتنام، لم نشهد مثل هذه المظاهرات العنيفة في الجامعات الأمريكية. وتشير المظاهرات بشكل أساسي إلى تماهي العديد من الطلاب مع النضال الفلسطيني (المسلم) في غزة، وهو ما يتردد صداه بقوة بين الشباب الأمريكيين”.
ولفت إلى أنه “تتم دعوة الدعاة المسلمين -الذين يتمتعون بشعبية خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي- إلى جامعات الصفوة المرموقة في الولايات المتحدة، حيث يحفزون الشعور الإيجابي لدى الطلاب المتحمسين، والتأكيد على أنهم على جانب الصواب”.
الأغلبية الساحقة من المسلمين الجدد يبررون اعتناقهم للإسلام بصمود الفلسطينيين، في قطاع غزة، ونضالهم الملهم من أجل العدل والحرية
اعتناق الإسلام يزداد في أمريكا
وبحسب بن دافيد، باتت الولايات المتحدة تسجل أكبر معدلات اعتناق للإسلام في الغرب؛ ونظرا للوتيرة العالية جدا لاعتناق الأمريكيين للإسلام، فقد توقع أن يحل الإسلام بعد عقود في المكانة الثانية، بعد المسيحية من حيث عدد معتنقيه.
وقال: ”إن ظاهرة الأسلمة المتنامية تجعل الولايات المتحدة الدولة الرائدة في الغرب في اعتناق الإسلام، وهو اليوم ثالث أكبر ديانة في الولايات المتحدة، بعد المسيحية واليهودية. ويبدو أن الإسلام سيصبح في العقود القادمة ثاني أكبر ديانة. غالبية المسلمين هم مسيحيون أمريكيون، وبيض، وأمريكيون من أصل أفريقي. ومنذ كارثة 11 سبتمبر، اعتنق ما يقرب من مليون أمريكي الإسلام، وتشير التقديرات إلى أن نحو 30 ألف شخص يعتنقون الإسلام كل عام”.
المفارقة التي يشير إليها الباحث الإسرائيلي، أن الأغلبية الساحقة من المسلمين الجدد يبررون اعتناقهم للإسلام بصمود الفلسطينيين في قطاع غزة، ونضالهم الملهم من أجل العدل والحرية؛ معتبراً أن هذه الظاهرة أفضت إلى إحداث تحول كبير جدا في مكانة المسلمين في الفضاء العام داخل الولايات المتحدة.
وأضاف: ”لقد نجحت الحرب في غزة في تعزيز العناصر التي ترسخ صورة الإسلام ومكانته في الولايات المتحدة، القوة الغربية الأكثر نفوذاً في العالم… كما يجسد المسلمون الأمريكيون إمكانات عالمية مؤثرة للغاية، على عكس المسلمين الآخرين في جميع أنحاء العالم”.