جلد الذات.. عندما يتحول التفكير في الأخطاء إلى عدو داخلي

كاينابريس7 أبريل 2025
جلد الذات.. عندما يتحول التفكير في الأخطاء إلى عدو داخلي

كاينابريس – عالم الصحة

كلنا نخطئ، نضعف، ونتعثر. لكن في كثير من الأحيان، لا نقف فقط عند الخطأ.. بل نبدأ بمعاقبة أنفسنا داخليًا، مرارًا وتكرارًا، بلغة قاسية لا نسمح حتى لغيرنا أن يستخدمها ضدنا. هذا ما يُعرف بجلد الذات.

ماذا يعني جلد الذات؟

جلد الذات هو نمط من التفكير السلبي المستمر الذي يركّز على الانتقاد الداخلي القاسي، والشعور بالذنب، والخجل من النفس، حتى على أمور صغيرة أو ماضية لا يمكن تغييرها.

أمثلة شائعة:

  • “كيف كنت غبية لهذه الدرجة؟”.
  • “أنا سبب كل شيء سيء في حياتي”.
  • “لا أستحق أن أفرح أو أرتاح، فشلت في كذا وكذا…”.

لماذا نجلد أنفسنا؟

  • نشأنا على النقد المستمر: بعضنا تربى في بيئة لا تُقدّر النجاح بقدر ما تُضخّم الخطأ.
  • نعتقد أن القسوة على الذات تقود للتحسن، لكنها في الواقع تستهلك طاقتنا ولا تغيّر سلوكنا.
  • الخوف من الفشل أو الرفض يدفعنا للهجوم على أنفسنا أولًا قبل أن يفعلها الآخرون.

آثار جلد الذات

  • انخفاض احترام الذات.
  • زيادة القلق والاكتئاب.
  • الشعور الدائم بعدم الكفاءة.
  • الإرهاق العقلي والعاطفي.

كيف أتعامل مع جلد الذات؟

  1. راقب لغتك الداخلية
    هل تقول لنفسك ما تقول لصديقك لو كان مكانك؟ إذا لا، فغيّر لهجتك فورًا.
  2. افصل بين “الخطأ” و”قيمتك كإنسان”
    الخطأ لا يعني أنك إنسان سيء. هو فقط تصرّف يحتاج تعديل.
  3. استبدل النقد بالرحمة
    بدلًا من: “أنا غبي”، قل: “ارتكبت خطأ، لكني أتعلم منه”.
  4. تحدّث مع نفسك بصوت عالٍ بلغة حب
    قد يبدو غريبًا، لكن العقل يسمعك ويصدّقك.
  5. دوّن نجاحاتك الصغيرة
    عقلك يميل لتضخيم السلبيات، فذكّره بالإيجابيات.
  6. اطلب الدعم عند الحاجة
    الحديث مع شخص داعم أو مختص نفسي يمكن أن يخفف الحمل كثيرًا.

تذكر: الرحمة بالنفس ليست ضعفًا، بل هي قوة داخلية تساعدك تنمو وتستمر. جلد الذات لا يربينا، بل يكسّرنا. كن لنفسك الحاضن قبل أن تكون القاضي.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل