وأشار نستلباوم إلى أن هذا الاتجاه ليس محصورًا بهولندا فقط، بل يمتد إلى مدن كبرى في المملكة المتحدة مثل لندن، وبرمنغهام، وليدز، وبلاكبيرن، وشيفيلد، وأوكسفورد، ولوتون، وأولدهم، حيث يشغل رؤساء البلديات من أصول مسلمة المناصب. ويعزو الكاتب هذا التحول إلى الهجرة الكثيفة للمسلمين إلى أوروبا الغربية، بالإضافة إلى معدلات المواليد العالية، التي ساهمت في تغيير وجه القارة.
واستعرض الكاتب تاريخ الهجرة المسلمة إلى أوروبا، مشيرًا إلى أنها بدأت بعد الحرب العالمية الثانية، حينما اعتمدت دول أوروبا سياسات لتسهيل الهجرة العمالية. وفي السبعينيات، قامت الدول الأوروبية بتشجيع المهاجرين على جمع شمل عائلاتهم، وفي الثمانينيات استقبلت العديد من الدول الأوروبية اللاجئين وطالبي اللجوء بحفاوة.
واستطرد بالحديث عن تأثير هذه الهجرة على أوروبا، حيث يرى أن الإسلام أصبح اليوم ثاني أكبر ديانة في القارة، وهو ما يفسر تزايد أعداد رؤساء البلديات المسلمين. كما يعرض تجربة اللاجئين الذين فضلوا دولًا مثل الدنمارك التي تقدم مخصصات سخية لهم.
وفي سياق آخر، سلط نستلباوم الضوء على تأثير انتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة على قضية الهجرة. وأوضح أن مستشاري ترامب يعملون على خطة للحد من الهجرة الجماعية. بينما يرى الكاتب أن المسلمين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة كانوا يأملون في الاندماج، على عكس بعض المسلمين في أوروبا الذين لا ينوون الاندماج في المجتمعات الغربية.
وأشار نستلباوم أيضًا إلى أن بناء المساجد الضخمة في المدن الأوروبية الكبرى يعد دليلًا آخر على تزايد عدد المسلمين في القارة، حيث في بعض الأحيان يفوق عدد المصلين في المساجد عدد رواد الكنائس. كما لفت إلى أن غالبية المسلمين في أوروبا يفضلون العيش في مجتمعات منفصلة، وهذا ما يمكن ملاحظته في مدينة أمستردام.
وادعى الكاتب الإسرائيلي أن التحدي الأكبر الذي تواجهه أوروبا هو “تورط بعض المهاجرين في أعمال الإرهاب”، زاعمًا أن “هذه العوامل قد تؤدي إلى صدام بين القيم الليبرالية الغربية والقيم التقليدية للإسلام”.
وفي ختام مقاله، قال نستلباوم إن الإسلام يواصل التوسع في العالم، وإن هذا التوسع ستكون له تداعيات على أوروبا التي تفقد هويتها. وأشار إلى أن اختيار رؤساء بلديات من أصول مسلمة هو خطوة نحو السيطرة على المجتمع الأوروبي من قبل أغلبية مسلمة في المستقبل.
وأضاف أنه في ظل هذه التغيرات، يُنظر إلى المسلمين في بعض البلدان، مثل فرنسا، على أنهم تهديد لوحدة المجتمع، ومع ذلك انضموا إلى الجيش الفرنسي. وفي ما يخص الإسرائيليين الذين يزورون أوروبا، نصحهم الكاتب بتجنب إظهار هويتهم اليهودية، معتبرًا أن هذه هي الحقيقة المرة لمن يرغب في السفر إلى أوروبا والعودة بأمان.