انتقادات شديدة لافتتاح مركز تجاري في رام الله وسط أجواء احتفالية

كاينابريس14 أبريل 2025
انتقادات شديدة لافتتاح مركز تجاري في رام الله وسط أجواء احتفالية

كاينابريس – وكالات

أثار افتتاح مركز تجاري (مول) في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، موجة واسعة من الانتقادات والاستياء، بعد أن ترافقت مراسم افتتاحه مع أجواء احتفالية صاخبة، شملت الموسيقى والأغاني، وبمشاركة رسمية من بعض قيادات السلطة الفلسطينية، أبرزهم محافظ رام الله والبيرة، ليلى غنام.

وجاءت هذه الاحتفالات في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية حرب إبادة مستمرة في قطاع غزة، إلى جانب تصعيد في التهجير والتضييق في مناطق عدة من الضفة الغربية، لا سيما شمالها، ما دفع ناشطين ومتابعين إلى التعبير عن غضبهم مما وصفوه بـ”الانفصال الكامل عن الواقع الوطني والمعاناة الفلسطينية”.

انتقادات واتهامات بـ”الانفصال عن الشعب”

واعتبر عدد من النشطاء أن هذه المظاهر الاحتفالية تجسيد لحالة من الانفصال عن القيم الوطنية، وتعبير عن التعايش مع واقع الذل والهوان المفروض من قبل الاحتلال. كما رأوا فيها انسياقاً وراء أجندات تهدف إلى صرف أنظار المواطن الفلسطيني عن قضاياه المصيرية، بل وإضعاف النسيج الاجتماعي والوطني.

وفي هذا السياق، كتب الناشط أحمد الزعتري في تدوينة بعنوان “الضفة الغربية ومشاريع الخذلان”، قائلاً: “حرب الإبادة في غزة بدأت قبل ما يقارب العام ونصف، لكن حرب التهجير والتهويد في الضفة الغربية مستمرة منذ سنوات طويلة. ورغم ذلك، ما زال فريق من أبناء هذا الشعب يقدّم مصالحه الخاصة على حساب كرامة الوطن وحقوق شعبه، بل ويتقاطع مع الاحتلال في مشاريعه”.

وأضاف: “مول رام الله ليس سوى نموذج من نماذج التضليل، يوهم الناس بأن الأمور بخير، بينما الحقيقة أن الوطن يذبح. لذلك، إن لم تكن قادراً على الفعل، فقاطع كل من يساهم في هذا الانفصال القيمي والأخلاقي”.

رمزية “المول” والطبقة المستفيدة

وفي منشور له، كتب المحلل السياسي عصام شاور: “قبل خمسة أشهر، تم افتتاح (إيكون مول) بشكل تجريبي، على أن يتم الافتتاح الرسمي لاحقاً عندما تهدأ الأوضاع. ويبدو أن البعض رأى أن الأمور هدأت، رغم استمرار القصف وسقوط الشهداء، ورغم مشاهد مستشفى المعمداني. لكن شراهة رأس المال تُعمي الأبصار عن الجثث والرؤوس المقطوعة في غزة”.

من جهته، قال الصحفي رغيد طبسية: “خلال العقدين الماضيين، نشأت طبقة اجتماعية غريبة عن المجتمع الفلسطيني، منفصلة عن واقعه، وتغتذي على أوجاعه. هي طبقة تحتكر الموارد وتنتفع من الاحتلال، وتعيش في أوهام المناصب والرفاهية، بينما يعاني معظم أبناء الشعب لتأمين الحد الأدنى من المعيشة”.

وتابع: “هذه الطبقة ساهمت في إطالة أمد الاحتلال، وروّجت لصورة زائفة عن الواقع. يكفي أن تنظر لمن يقص الشريط ويلتقط الصور لتعرف من هم”.

وأضاف: “هذه الطبقة تكبر وتربح على حساب دماء الشهداء، وتسيطر على أرض تنكمش يوماً بعد يوم بفعل الاستيطان، وتريد فرض واقع زائف لا يشبه المجتمع الفلسطيني”.

وختم بالقول: “الاحتلال لن يرحم أصحاب المصالح، ومهما حاولوا الاحتماء في أبراجهم العاجية، فإنها ستسقط، والمقاطعة واجبة حتى لا يتحكم هؤلاء برقابنا”.

دعوات للمقاطعة ورفض الانفصال عن الواقع

الناشط الشبابي جاد قدومي وصف ما يحدث بأنه “واقع وقح وخائن”، وقال: “لم يعد النقد كافياً، هناك تعمّد لخلق نماذج مزيفة داخل بوابات صفراء، بمظاهر فارهة لكن خاوية من المعنى والوجدان”.

ونصح قائلاً: “أنجُ بنفسك، وابقَ وفياً لإنسانيتك وانتمائك، وكن مع المقهورين والمظلومين، لا تغرّك المظاهر الزائفة، فالله يرى ويسمع وهو مع الصابرين”.

مفارقات رام الله: “مول” وبوابة برتقالية

أما الصحفي والكاتب أحمد البيتاوي، فكتب تدوينة بعنوان “رام الله بين الليالي الحمراء والبوابات البرتقالية” قال فيها: “على بعد دقائق من موقع المول، شرقاً، وضع الاحتلال بوابة برتقالية قرب حاجز عطارة، أعاقت آلاف السيارات، ومنها سيارات حديثة لأشخاص كانوا قبل قليل يتراقصون تحت الأضواء. جندي في العشرين من عمره يعطل حياة المئات من مرتدي البدلات وربطات العنق”.

وأضاف: “رام الله اليوم تُعزل عن واقعها، تحاول التعايش مع الاحتلال، وتغرق في مظاهر رفاهية كاذبة. هي مفارقة مؤلمة: رقص وغناء مقابل إبادة وتهجير، وسيادة مدعوسة بأقدام الاحتلال”.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل