كاينابريس – متابعات
على عكس ما كان يروج له الاحتلال الإسرائيلي وآلته الإعلامية والأبواق المتصهينة من الإعلام العربي المطبع، جاء استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، اليوم الخميس، في اشتباك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي على ثرى غزة، وليس داخل نفق تحت الأرض، أو متخفيا بين النساء والأطفال في خيام النزوح.
ويرى محللون أن استشهاد السنوار، مقبلاً ومشتبكاً، مع قوة إسرائيلية ينفي كل ما نسجته آلة الدعاية الصهيونية على مدار عام كامل من أن السنوار يختبئ في الأنفاق، ويترك أهل غزة ليواجهوا آلة القتل الإسرائيلية.
كما هزم السنوار آلة الدعاية الصهيونية التي ادعت أنه لا يتحرك إلا محتميا بحشد من الأسرى الإسرائيليين كدروع، ليؤكد لهم بسلاحه وبزته العسكرية أنه كان قائدا عسكريا ومقاتلا في الميدان كما كان قائدا سياسيا ومفاوضا يعقد الصفقات ويجري المباحثات من أجل مصلحة فلسطين وشعبها.
وتقول صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن قوة من جيش الاحتلال كانت تقوم بتمشيط منطقة ورصدت ثلاثة أشخاص في المبنى الذي دمر جيش الاحتلال جزءً منه، واشتبكت معهم وقصفت المكان، وكان أحدهم يشبه السنوار، مشيرة إلى تداول صور لاحقة للجثة المزعومة.
وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اغتيال زعيم حركة حماس، يحيى السنوار خلال نشاط للجيش في قطاع غزة في منطقة رفح.
وعلى مدار عام كامل، دمر فيه الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة وقتل وجرح مئات الآلاف من السكان، كان يبحث عن السنوار للانتقام من “مهندس” ضربة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.
ويعتبر الاحتلال الإسرائيلي يحيى السنوار المطلوب الأول في إسرائيل، الملقب بـ”الرجل الحي الميت” كما وصفه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، والملقب بـ”ميت يمشي على الأرض” بحسب وصف المتحدث باسم جيش الاحتلال، في إشارة إلى أن إسرائيل مصرة على قتله.
ونعى الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي القائد الفلسطيني الراحل يحيى السنوار، مؤكدين أن عزاءهم يكمن في أن الشهيد أذاق الاحتلال الإسرائيلي طعم الذل والمهانة، وحتى في وفاته هزمهم بصموده ومقاومته ليظهر أمام العالم قائداً حارب وسط شعبه واستشهد كما يستشهد الأبطال في مواجهة أعدائهم، وليس هاربا أو مختبئاً داخل نفق.
ويؤكد ناشطون أن السنوار “عاش كما يُحب ومات كما تمنى، فقد صمد وبقي في الميدان مقاوماً للاحتلال، إلى أن ارتقى شهيداً بإذن الله”.
ويشير آخرون إلى أن البطل السنوار خلد اسمه في التاريخ كقائد سياسي وعسكري، قاتل الاحتلال وقاوم الحصار والتجويع، وناضل من أجل تحرير وطنه، وترك خلفه جيشا من الفلسطينيين يسيرون على خطاه، خطى المقاومة والصمود حتى النصر والتحرير الكامل.
(موقع الشرق، بتصرف)