كاينابريس – متابعات
قالت صحيفة هآرتس العبرية، في افتتاحيتها ليوم أمس الأربعاء، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أدلى بتصريحات واتخذ قرارات من شأنها تشجيع المستوطنين في الضفة الغربية على ارتكاب المزيد من أعمال العنف.
وناقشت الافتتاحية، التي حملت عنوان “إسرائيل وترامب منحا الضوء الأخضر لإرهاب المستوطنين”، قرارات وتصريحات صدرت مؤخراً عن الرئيس الأمريكي ومسؤولين إسرائيليين، وأكدت الصحيفة أنها “تشجع على أعمال العنف التي يقوم بها مستوطنون في الضفة الغربية”.
وبدأت الصحيفة المقال بالإشارة إلى إدانة وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس لأعمال العنف والهجمات ضد الفلسطينيين، وذلك على خلفية أعمال العنف التي اندلعت في قرية “الفندق” شمال الضفة الغربية المحتلة.
وشككت الصحيفة بجدية هذه الإدانة، حيث قالت إن “الوزير الإسرائيلي منح الضوء الأخضر لعنف المستوطنين، حين أعلن وقف إصدار أوامر الاعتقال بحق المستوطنين دون أوامر محاكمة”.
واستشهدت الصحيفة في هذا السياق بحادثة وقعت خلال أعمال العنف التي قام بها مستوطنون في قرية الفندق، حين أطلق شرطي إسرائيلي النار وأصاب مستوطنين اثنين بجروح خطرة، وأشارت إلى شهادة الشرطي الذي خضع للتحقيق، حين قال إن بعض المستوطنين كانوا يمسكون بالحجارة بأيديهم وبدأوا بإلقائها باتجاه رجال الشرطة.
واستشهدت الصحيفة كذلك بتصريحات لمصدر أمني، قال فيها إن “ضابط الشرطة ربما أطلق النار لأنه اعتقد أن المستوطنين الملثمين كانوا في الحقيقة إرهابيين فلسطينيين”.
وقالت هآرتس إن “أبسط طريقة للتوفيق بين هاتين النسختين من الأحداث هي الاعتراف بأنهما غير متناقضتين، فهناك كذلك إرهابيون يهود”.
وأضافت الصحيفة العبرية أن “الوزير كاتس قدم مساهمة كبيرة في رسم أوجه التشابه بين الإرهابيين اليهود والعرب، عندما قرر وبسبب الإفراج المتوقع عن الإرهابيين الفلسطينيين ضمن صفقة التبادل، أن يضيف ملحقه الخاص إلى صفقة الرهائن بإلغاء الاحتجاز دون محاكمة للمستوطنين المحتجزين حالياً على خلفية أعمال العنف”.
وبالنسبة لترامب، قالت الصحيفة إنه “قام بدوره بتشجيع عنف المستوطنين، حين قرر رفع العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين المتورطين بأعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية”.
وأضافت أن “الأمل معقود على أن تدرك إدارة ترامب قريباً أنها إذا أرادت تعزيز السلم في العالم، والشرق الأوسط، فإن المشروع الاستيطاني هو عقبة جديّة أمام ذلك”.
وختمت الصحيفة بالقول إن حادثة قرية الفندق هي “لمحة عمّا يمكن أن يحدث في ظل وزير دفاع متهور ورئيس وزراء يعتبر الحفاظ على الائتلاف الحكومي كل شيء بالنسبة له”. وإن “الأمل الوحيد هو أن يقوم الجيش الإسرائيلي بكل ما في وسعه لكبح جماح هذه الخلايا الإرهابية اليهودية”.