كاينابريس – متابعات
احتشد صباح اليوم الأحد بالعاصمة المغربية الرباط عشرات الآلاف من المواطنين المغاربة، قادمين من مناطق مختلفة، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومطالبة النظام بإسقاط التطبيع مع كيان الاحتلال.
ورفع المتظاهرون شعارات مختلفة، على رأسها الإشادة بصمود المقاومة الفلسطينية أمام عصابات جيش الاحتلال المدججة بأعتى الأسلحة، والمدعومة بقوة من إدارة بايدن وعدد من الأنظمة الغربية.
وقد أصدرت “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” -وهي الجهة الداعية إلى المسيرة الاحتجاجية- بيانا تستنكر فيه بشدة تواطؤ عدد من الأنظمة الغربية مع العدوان الصهيوني على غزة، في ظل صمت مخزٍ من الأنظمة العربية التي لم تعد تقوى حتى على التنديد والشجب كما كانت تفعل سابقا.
ودعت المجموعة النظام المغربي إلى إيقاف التطبيع مع دولة الاحتلال، وإلغاء كل الاتفاقيات معه أيا كانت طبيعتها، معتبرة إبقاء العلاقات مع كيان إرهابي يقتل النساء والأطفال وصمة عار لا تشرف المغرب والمغاربة الذين عُرف عنهم تاريخيا الارتباط الوجداني والروحي والحضاري بأرض فلسطين المقدسة.
وفي ما يلي النص الكامل للبيان الذي أصدرته المجموعة:
“في يومه الأحد 10 دجنبر 2023، الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. خرجنا في هذه المسيرة الشعبية الوطنية، في إطار فعاليات نصرة الشعب الفلسطيني الصامد تحت آلة البطش الإرهابية لعصابة الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من 75 عاما من عمر نكبة فلسطين (الذي هو عمر الإعلان العالمي لحقوق الانسان ويا للمصادفة ‼).. وهي الآلة التي بلغت في الـ64 يوما الأخيرة مستوى جد متوحش من النازية والبربرية في ممارسة الإبادة الجماعية للآلاف من الأطفال والنساء، بمعدل-متوسط أكثر من 300 شهيد يوميا، واستهداف المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس والمنازل والمخيمات في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 17 سنة.. إضافة إلى مئات الشهداء والجرحى والأسرى في الضفة الغربية والقدس، وفي كل أراضي فلسطين المحتلة، واستهداف الأراضي اللبنانية، وقتل وجرح العشرات بالقرى الحدودية جنوب لبنان.. فضلا عن التنكيل الوحشي بآلاف الأسرى في سجون العدو…
إن خروجنا اليوم مجددا.. هو مواصلة ثابتة ودائمة للموقف الشعبي القائم على اعتبار فلسطين قضية وطنية.. واعتبار موقف دعم المقاومة هو من أوجب الواجبات العقدية والوطنية والحقوقية والحضارية التي دأب عليها المغاربة منذ قرون خلت، حتى استحقوا عنوان: حارة المغاربة بالقدس.. ليست كشهادة تاريخية لعمل وقفي فقط، وإنما هي قلادة شرف ذات طبيعة كفاحية رباطية دالة على عمق الرابطة المغربية الفلسطينية التي استمرت عبر الزمان حتى العصر الحديث، مع قيام رجالات الحركة الوطنية المغربية بدعم المقاومة الفلسطينية بدايات وأواسط القرن العشرين، منذ انطلاق المشروع الصهيوني تحت رداء ورعاية الاستعمار البريطاني المجرم مع وعد بلفور.. وما تلاه من جرائم إبادة عشية وغداة إعلان قيام “الكيان الصهيوني” الدموي العنصري.. وحتى يومنا هذا…
إننا كمغاربة.. ونحن نخرج في مسيرة اليوم العالمي لحقوق الإنسان من أجل التنديد والاستنكار الشديد لمسلسل محارق-هولوكوست غزة الصامدة.. فإننا نخرج بنفس القوة والغضب للتنديد والاستنكار لمسلسل التطبيع الذي تجدد في بلادنا قبل 3 سنوات.. في مثل هذا اليوم بالضبط مع تغريدة الشؤم التي أصدرها الصهيوني دونالد ترامب في 10 دجنبر 2020.. وما تلاه بتوقيع اتفاقية العار وخطوات تطبيعية متلاحقة بشكل هستيري على عدة مستويات، ومن مساس متواصل بمنظومة السيادة الوطنية منذئذ، وتمييع لمفاهيم أساسية من أركان قيام الدولة والمجتمع بالمغرب خدمة لأجندة الاختراق الصهيو تطبيعي التخريبية، تحت غطاء ما سمي بـ“المصلحة الوطنية في قضية الصحراء المغربية”.. مما يسيء لهذه القضية المقدسة إساءة بالغة.
1. إننا كمغاربة.. إذ نقف بكل معاني الإجلال والإكبار.. أمام الصمود البطولي والأسطوري للشعب الفلسطيني الشامخ بوجه آلة الإرهاب الصهيو-أمريكية والغربية بكل أساطيلها البرية والجوية والبحرية، فإننا نجدد المطالبة بوقف المحرقة والتعجيل بتقديم الدعم والمساعدات الطبية والحياتية لشعبنا في غزة..
2. إننا في مسيرتنا هذه.. إذ نجدد الإدانة الشديدة لمسلسل التطبيع المرفوض كلية.. فإننا نطالب، مع كل فعاليات الشعب المغربي التي ضجت بها مدن وقرى الوطن لأكثر من شهرين، بضرورة الإعلان الفوري، النهائي والرسمي، بإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني، وطرد عصابة الصهاينة بقيادة المجرم ديفيد غوفرين.. وسحب كل فريق مكتب الاتصال “المغربي” من كيان العدو.. وهو الإجراء الذي بات يشكل الحد الأدنى من واجب الدولة تجاه الشعب المغربي.. وتجاه مسؤوليتها إزاء قضية فلسطين من موقع رئاسة لجنة القدس.
3. وأخيرا، نهيب بكل القوى السياسية والحزبية والنقابية.. وجماهير الشعب المغربي بكل فئاته إلى التعبئة الشاملة لتوقيع العريضة الشعبية التي أطلقتها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، مع ثلة من الأساتذة الأجلاء للمطالبة بإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني (وهي العريضة الموجودة بموازاة هذه المسيرة وجنباتها)، والتي سيتم تنزيلها إلى المدن والقرى المغربية في الأيام القادمة…
وفي الختام، نجدد النداء إلى مواصلة التعبئة في ميادين وساحات الوطن عبر الفعاليات والمسيرات حتى تحقيق المطلب الشعبي بإزالة وصمة عار التطبيع عن بلادنا.
الرباط في 10 دجنبر 2023″.
يذكر أن مسيرة مليونية كانت قد انطلقت في العاصمة المغربية في الـ15 من أكتوبر الماضي للتنديد بالعدوان الصهيوني على غزة الذي بدأ يوم 7 أكتوبر، ويدخل الآن شهره الثالث، مخلفا حتى الآن ما يقارب 70 ألف ضحية فلسطيني ما بين شهيد ومصاب ومفقود.