أرسلت “رابطة علماء المغرب العربي” رسالة تعزية ومواساة إلى الشعب الليبي بعد الكارثة التي حلت بليبيا الأيام الماضية، والمتمثلة في سقوط آلاف الضحايا بين قتيل ومصاب، إضافة إلى خسائر مادية كبيرة في البيوت والبنية التحتية، بسبب العاصفة “دانيال” التي ضربت أجزاء واسعة من البلاد، خاصة في المنطقة الشرقية.
وفي ما يلي نص رسالة التعزية:
“بسم الله الرحمن الرحيم
تعزية ومواساة للشعب الليبي في مصابه الجلل
بسم الله والحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، اللطيف الحليم، فارج الهم، وكاشف الغم، والصلاة والسلام على نبيه الكريم، وصحبه الطاهرين الطيبين.
وبعد
فبعد فجعتنا بما أصاب أهالينا في المغرب بفاجعة الزلزال الذي هز نواحي مراكش، نُفجَع ثانية في أهالينا في المدن الشرقية في ليبيا بما أصابهم بسبب السيول والفيضانات التي خلفت ضحايا كثيرين يعدون بالآلاف.
ورابطة علماء المغرب العربي إذ تعبر عن تألمها من هذا المصاب الجلل تسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحم الموتى ويتقبلهم في الشهداء ويعظم أجر أهاليهم ومحبيهم ويعوضهم خيرا، ويشفي الجرحى ويلطف بالمنكوبين، وتدعو كافة الليبيين والمسلمين من حولهم حكاما وشعوبا إلى:
1- أن يهبوا لتقاسم الأوجاع والآلام مع المتضررين وأهالي الضحايا، وذلك ببذل الوسع في إظهار خلق التكاتف والتضامن لإغاثة المنكوبين.
2- أن يعوا أن هذه الزلازل والأعاصير هي من آيات الله العظيمة التي تحمل للناس الإنذار والتذكير ليعودوا إلى الله عودا حميدا، ويسلكوا إليه مسلكا رشیدا، ویُرُوه منهم عملا سديدا. قال تبارك وتعالى: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا}.
وصلى الله وبارك وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
نائب الأمين العام لرابطة علماء المغرب العربي
بتاريخ ٢٧ صفر ١٤٤٥
الموافق ١٢ سبتمبر ٢٠٢٣”.
يذكر أن حصيلة ضحايا السيول الجارفة التي سببتها عاصفة “دانيال” وصلت في مدينة درنة لوحدها حسب آخر الأرقام إلى ما لا يقل عن 7700 قتيل، و8 آلاف مفقود، إضافة إلى المئات في مدن البيضاء والمرج وسوسة، واضطر أكثر من 20 ألفا من الليبيين إلى النزوح من مناطق سكناهم بسبب الفيضانات التي ارتفعت إلى عدة أمتار في بعض المدن والبلدات شرق ليبيا.
